الأحد، 8 سبتمبر 2024

Hiamemaloha

ق.ق عاشقة القمر للكاتب عبده داود

 7/9/2024

عاشقة القمر

قصة قصيرة

يا لاعب رقم عشرة، المعذرة،  أنا آسفة جدا، أنا لا أعرف اسمك، وليس لي في الرياضة، ولم أهتم  فيها يوما...

لكن مساء أمس كان أخي يشاهد مباريات بكرة السلة... على إحدى المحطات.

أنا شخصياً عندما تعرض محطة تلفزيونية برنامجاً رياضياً، أنتقل إلى قناة  ثانية.  الكرة لا تعنيني لا من قريب ولا من بعيد، أستغرب لماذا  معظم الناس تلفت أنظارهم هذه الطابة حتى أضحت معشوقة العالم.

  أمس عندما شاهدتك تسقط الكرة في شباك الخصم أدهشتني رشاقتك...

آسفة جداً  لصراحتي، و أرجوك اقرأ رسالتي إلى الآخر.

انا طالبة متفوقة في دراستي، ولم أراسل  أحدا  قبلك، سأتخرج هذه السنة من كلية علوم الكون والفضاء...سوف تستغرب ما الذي دفعني إلى هذه الدراسات الغريبة، التي ليس لها في سوق العمل.

الحقيقة يطربني القمر ... دائما أسهر معه أعشقه، ولست أدري إذا كان هو يحبني كما أنا أحبه،  أناجيه وعيناي تتأملان جماله الساحر، وكأنه هو حبيبي وحدي في هذا العالم... أنا ليس لي حبيباً على الأرض أغازله  ويغازلني...ربما عشقي للقمر ، هو الذين يجعلني أعيش في الأحلام، وحكايات الحب. وأبحر في متاهات الكون التي لا حدود لها، وكم مرة حاولت أن أعد النجوم فوق بيتنا...لكنني كنت أغفو على مقعدي وأنا أحصيها وأراقبها، كانت أمي تربت على كتفي لتوقظني حتى أنتقل إلى فراشي، وفي الصباح تسألني كم اعددت ليلة أمس من النجوم...

كنت أضحك وأقول لا تسخري مني يا أمي... انا كل يوم اكتشف نجوماً جديدة وتضيع حساباتي القديمة، وأتوه في إعدادها  ومجراتها اللامتناهية.

 في الليالي التي يختفي فيها القمر، كنت أدخل إلى مخدعي، حيث رسمت على  جدار غرفتي صورة البدر مبتسماً يساهرني... وكنت اغازله حتى أغفو...

لكن لم أكن أحلم بأنه  سينزل  القمر حبيبي يوماً إلى الأرض حتى يزورني... 

أمس يا رقم عشرة، عندما رأيتك وأنت ترمي  الكرة في شباك  الخصم، لا أدري لماذا سحرتني الكرة التي اخترقت حبال  السلة  واحسستها اخترقت  شغاف قلبي،  هذه هي المرة الأولى التي يطرب  فيها قلبي إلى شاب أي شاب، كنت أظن بأنني مريضة ذات أحاسيس متجمدة  خلقيا...

نعم رأيت قمري أمس وهو يسقط الكرة في الشباك...حينها عرفت بأنك انت هو  قمري الذي ارسلته لي السماء،  نعم  أنت يا رقم عشرة...

أرجوك ، لا تلقِ رسالتي في سلة المهملات، أو ربما تعتبرها مجرد دردشة فارغة تكتبها عاشقة مراهقة، من خلف جدران غرفتها المغلقة...أنا كما أخبرتك طالبة كدت أنهي جامعتي، وقد اخترت هذه الدراسة لأعيش حياتي ليل نهار مع احبائي النجوم  والكواكب سكان الكون...

واليوم نزل حبيبي إلى الأرض، هو بذاته الذي أعيش معه كل ليلة وأرسل له قبلاتي،  وكم أتمنى أن تمنحي دقيقة واحدة أراك فيها، حتى أرى فيها لون عينيك، كما هما لا كما اتصورهما في خيالي...

صحيح زميلاتي يصفنني بالشابة التي تشبه القمر، لكنك أنت هو القمر الحقيقي بلا منازع.

في نهاية رسالتي الطويلة. التي لا تنتهي، لأن أحاديثي هي مخزون حياتي وعمري، لكنني أخاف أنني أخذت من وقتك الكثير، أعذرني.

أنا انتظر ردك  يا قمري يا رقم عشرة...

  وجاء  الرد: عديدات  المعجبات في اللاعب رقم عشرة... وكثيرات الرسائل التي تصل إلى صندوق بريدي، وخاصة بعد كل مباريات ألعبها وأسجل فيها أهداف الفوز، أغلبهن يعرفن أسمي الحقيقي، بعضهن زميلاتي في الكلية.

 أنا طالب أدرس الفلسفة، ولا أخفاك أنا لا أنظر إلى القمر كما أنت تفعلين، لم افكر يوما في مغازلته،  ربما لأنه مذكر لذلك تحبه الإناث... والذكور لا يحبونه، لكن بعد رسالتك، أخذت أنظر إليه ملياً وأتخيل وجهك مرسوماً عليه.

 بت أعاين ذلك  الأصفر البعيد القريب... واضحيت أقول لماذا أنا لاأراه كما يراه العاشقون...

اليوم، أصابتني العدوي، بعدما قرأت رسالتك،  كأنها فيروس دخل إلى جسدي، واطاح بجهازي المناعي، واحسست بعشق إلى ذاك البعيد الذي اضحى قريباً مني... وخاصة عندما يكون ذاك الأصفر مدوراً  مكتملا، حينها أقول ربما هذا البدر هو أنت...

بصراحة أيضا ، لم يخطر ببالي يوماً أن أحصي النجوم، ولكنني أصبحت أفكر  في حساب اعدادها واشكالها واسمائها...ولا أخفاك ايضاً انه يوجد  في بيتنا منظار قديم كان لجدي، لم أستعمله يوماً، لكن الآن بت أنظر بعينه، وأعد النجوم مثلك، يا ترى هل يختلف عددها  فوق بيتنا، عن تلك  النجوم فوق بيتكم؟

أتمنى، أن أرى القمر كما تراه عينيك العاشقتين، وأعد النجوم كما أنت تفعلين، وسوف اتخيل  جمال عينيك اللنان   تشبهان   ذاك البدر الرائع، الذي بت أغار منه، لأنك تحبينه

  وتكررت رسائل الحب بيننا...  في الجامعة التقينا، وانبهر واحدنا بالآخر  ... ورأى كل واحد منا قمره الحقيقي  على الأرض وعشنا  قصة حب حقيقي . وبعد تخرجنا، دارت أفراح العرس في ضيعتنا ، وتزوجنا وانجبنا، نجوماً حقيقية في دارنا أجمل من تلك في السماء البعيدة. وقد اشترينا لهم منظارا حتى يراقبوا  ذاك القمر  الذي كان يوما حبيبي...


بقلمي : عبده داود

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :