الأربعاء، 30 أكتوبر 2024

Hiamemaloha

أنا لاأثق أخ ياغزة للكاتبة شوقيه عروق منصور

 أنا لا أثق ... آخ يا غزة


يصعد الحزن إلى رأسي، يفتت ما تبقى من صور الطفولة والموت، لماذا اجمع بين الطفولة والموت؟ لا أعرف؟  أشعر أن الرابط بينهما ليس قطار العمر الراكض، ولكن بينهما صوراً  تاريخية سيحملها الغد للأجيال القادمة ، صوراً تلخص الدمار والحرائق والوجوه التي كانت تطل عبر الشاشات لا تعرض تسجل الشقاء الإنساني فقط ، ولكن تسجل عيوناً تتهم هؤلاء الذين يحملون على اكتافهم  "  شيزوفرانيا - انفصام " في المشاعر الإنسانية .


كيف أثق بمشاعر إنسانية تتضامن وتبكي ألماً  على  طفل يبكي لأن والده لا يملك ثمن الدراجة الفاخرة ،  أو يبكي على طفلة لم يحضر أصدقائها عيد ميلادها الفاخر ،  ولا تهتز إنسانيته  شعرة وهي ترى طفلاً في غزة  يحمل طنجرة ساعات طويلة منتظراً دوره ليأخذ حصته القليلة من الطعام والأصعب ما أن يصل دوره حتى نفذ الطعام وأعلن الرجل الواقف أن الطعام انتهى ..!! ويرجع الطفل خائباً خاوياً، وحين يسأل المراسل الصحفي يقول الطفل بكل الرجولة المهانة :


-  وقفت حتى آخذ أكل و أطعمي أمي وأخوتي في الخيمة ..!!


وحين تتأمل طفولة هذا الطفل أو الصبي  الرجل الذي كبر سنوات طويلة، يعجز الزمن  أن يعدها ، تجده ضاقت عينيه وهو يتأمل حوله  الفراغ يصهل موتاً وجوعاً وخوفاً .


الذي يتوقع أن يكون هذا الطفل في المستقبل رجلاً عادياً يخطئ ، لأنه سيكون مشروع رؤية جديدة لمجتمعات صَّدرت له مشاهد الدفن وانتظار طوابير الطعام .


كيف أثق بمشاعر إنسانية محملة بحرارة اللقاء،  تصور وصول بعض الجنود - غالباً من  أمريكا - إلى زوجاتهم في أماكن عملهم أو عند  أطفالهم بالمدارس فجأة ، فيكون اللقاء مفعماً بالاستغراب وعدم التصديق  وجنون العواطف والركض والاحتضان والفرح والدموع ، وفي ذات الوقت  هناك آباء ينتشلون أشلاء أطفالهم  من تحت الأنقاض، ومن يكون حظه جيداً يجد جثة  أبنه كاملة  ، والأصعب أن تنقص تلك الأجساد الغضة ساقاً  أو يداً ، وقد رأينا بعض الآباء يحملون رؤوس أطفالهم ويبحثون عن باقي الأعضاء . حتى أصبحت الأكياس تئن من شدة ثقلها ، ولم يعد في الأرض متسعاً للدفن الجماعي .


وكيف نثق  بأي خطاب سياسي فيه اللف والدوران ويكون نسخة كربونية عن الخطاب السابق والذي قبله وقبله حتى نصل إلى عقلية وايديولوجية الخطيب والذي نجدها قد كسرت كل ما هو سياسي وانساني .


كيف نثق برؤساء وقادة الدول أصحاب الأصوات  الهامسة - تذكرني بصوت هيفاء وهبي وهي تقول بدلع " رجب حوش صاحبك عني - هذه الدول وهي تهمس بكل رقة لنتنياهو  " عيب .. ما تمد ايدك أكثر ..(  أضرب بس ما تعوروش ) .. على رأي الفنانة الراحلة "  نبيلة السيد في فلم البحث عن فضيحة)  - هل يوجد فضيحة للدول العربية والعالمية أكثر من  رؤية أرقام القتلى والدم والجوع والأكفان ولا تتحرك.


شوقية عروق منصور

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :