نبرة عبد الله الحانية
قلوب تبدو قاسية كأنها
قدت من جلاميد حطت بهاوية
لا تدري آفطرة عليها جبلت أم
تجارب مرت عليها كانت قاسية
أنستها دفء المحبة فأصبح
الناس عندها في الكره سواسية
تراهم بعين الريبة ليسوا للثقة
أهلا بل كلهم مصدر لآلام آتية
قلوب تنفر الود ضاهرا
وتهفو للعناق خلسة كل ثانية
لتملأ فراغا بالروح قاتلا
خلفه غياب المحبة أياما خالية
وكم كانت دهشتي حين
قبل متشرد يد ابني بنبرة حانية
وابتسامة لم يكن متصنعا
لما رسمها محياه لبرهة او ثانية
فوق تجاعيد نقشتها السنون
بكل قسوة أضحت للعيان بادية
فاستغربت متسائلا آمازال
يذكر مع المعاناة روابط الإنسانية
آمازال يذكر وهو المعتوه
الأشعث الأغبر كيف تكون التحية
أو يقول شكرا مقابل بضع
سجائر وكأس قهوة احتساه بزاوية
أو ربما قد يكون سويا
لكنه وجد الهروب إلى تلك الناحية
أسهل من مواجهة أقنعة
أخفت خلفها انيابا ووحوشا ضارية
وكم من أسئلة أثارها عبد الله
بسلوكه لدي لتحديد معان للإنسانية
بوهيلي نورالدين/المغرب