(من البحر الكامل)
بِقَلَم
د.عارف تَكَنَة
(( صَمْتُ الْحَنِيق ))
يا صَمْتُ قَدْ نَطَقَ الْحَرِيدُ بِمُضْمَرٍ
أَوَما دَرَيتَ بِأَنَّ كَظْمَكَ يُفْهِمُ؟!
فالْوَجمُ يُبْلِغُ ما يَحُومُ بِضاغِنٍ
ها قَدْ سَرَرتَ وباتَ أُمْرُكَ يُعْلَمُ
والْقِدرُ يَلْفِظُ ما يَجِيشُ بِحانِقٍ
والصَّدرُ مِنْ غَيظٍ بِهِ يَتَبَرَّمُ
إِنَّ السُّكُوتَ وحِينَ عازَ إِبانَةً،
حالٌ بِمَضْمُورٍ بِهِ يَتَكَلَّمُ
ولَقَدْ طَوَيتَ كَما اخْتَفَيتَ تَكَلُّحًا
ذا أَنتَ تَكشِفُ بائِنًا لا يُكْتَمُ
ما بالُ بالِكَ حِينَ أَضحَىٰ ساهِيًا
بَلْ غافِلًا فِي غَفْوةٍ يَتَوَجَّمُ
مالِي أَراكَ وقَدْ قَلَيتَ تَعامِيًا
فَغَضِيضُ طَرفٍ كالظَّلامِ يُقَتِّمُ
كَمُخَوِّضٍ خاضَ الْغِمارَ بِطامِرٍ
نَفَقَتْ بِمَطْمُورٍ بِهِ يَتَرَدَّمُ
قَدْ بِتَّ فِي خَلْفِ (الْكَوالِيسِ) الَّتِي
خَرِبَتْ بِمَسرَحِ هازِلٍ يَتَلَعثَمُ
لَكنَّها ما أَبْطَنَتْهُ بِساتِرٍ
رُفِعَتْ سَتائِرُها فَعادَ يُدَمْدِمُ
غَضَبًا عَلَيهِ كَذا إِلَيهِ بِواغِرٍ
ما زاحَها عَنْ كاهِلٍ يَتَنَدَّمُ
فامْسَحْ وُغُومًا مِنْ دَفاتِرِكَ الَّتِي
تَرَكَتْ غَضِيضًا عِندَها يَتَوَهَّمُ
واظْعَنْ بِخَيلِكَ مِنْ مِضامِيرِ الْقِلَىٰ
فَإِذا ظَعَنْتَ بِها فَمَنْ ذا يَجهَمُ
سَجِّلْ حُضُورَكَ فِي مَجامِعِ أُلْفَةٍ
باتَتْ لِقُطَّانٍ بِذاكَ تُتَرجِمُ
بِقَلَم
د.عارف تَكَنَة