**** أين التلاقي*****
"ألاقي من عذابك ما ألاقي
وحبك في حنايا القلب باقِ
وتسرف في الصدود وفي التجني
وأسرف في التياعي واشتياقي"
ولو يدري فؤادك ما أعاني
وما ألقاه من ألم الفراق
لما أمعنت في هذا التجافي
ولا أذللت من دمعي المراق
ولكني كتمتك هول ما بي
وما زال التجلد من خلاقي
فلو زعم العواذل بي سلوا
فكل حديثهم محض اختلاق
وما أبدي لهم غير التآسي
وإن كانت ضلوعي في إحتراق
وكم حسبوا عناني الآن طلق
وقلبي جد مشدود الوثاق
واخشى أن يقال صريع شوق
يلاقي في المحبة ما يلاقي
وأغرق في ظلام الليل يأسي
فأغرق في اصطباحي واغتباقي
وأنهل من لمى ذكراك عذبا
أعل به ووهم رضاك ساقي
ويبسط لي الخيال ظلال أنس
أعيش بها إلى يوم التلاقي
أعيذك أن تعين عليا سقمي
معونتك الدموع على المآقي
وأعجب من غياد قد هجرن
وقد رحل الجميع وأنت باقي
يثور القلب إن هجرته أنثى
ويبدي العقل نوعا من خلاقي
و يخبرني العذول بلوغ حتفي
اذا يوما ذكرتك في إشتياقي
وقد لام الجميع ذهال عقلي
وقلبي إذ يئنك في طلاقي
كلوم القوم قيسا فيه شوق
لبنت العامرية في الفراق
وما سحرت عيون القوم حسنا
كمثلك في مرايا الإستباق
يقول الناس إنك خنت عهدا
فعهدك مخلصا عند الطلاق
فلم تسمع للائمة تمني
ولم تشهد دموعي في المآقي
ولو نصحت واصلي منك أخت
سبقت اللوم وأشتد إختراقي
أقبل ثغرها في الوصل شوقا
كطفل كان في هجر يلاقي
فتخبرني بأن الطفل يقضى
وذاك اللثم لا يجني عناقي
وأني في الفراش صرت كهلا
فكيف لأدعي فيه إشتياقي
أحبك حين تكره لي وصالا
وأكره فيك وصلا للتلاقي
أنافق في هواك صباح وجه
تمنى الليل يأتي بإغتباقي
أنا المكلوم من غير فناء
ورجل الجب في سجن إعتناقي
سلام قد تجمعنا قبور
اذا الأيام قد تفني إستباقي
ينادي القلب في قبري أجبني
فأين وقل متى يأتي التلاقي؟؟
أحمد عبد الحي ٣٠-١٢-٢٢