الأربعاء، 22 يناير 2025

Hiamemaloha

كأميرة المكان للشاعرة سعاد شهيد

 نص بعنوان / كأميرة للمكان 

من يخبرك عن وجعي 

عن جفاء حرفي 

عن تنكر كلماتي لي 

كلما هممت بالكتابة عنك 

تتنصل لي 

تهرب من وزر أشواقي 

فقط آهاتي لم تخلف وعدها لي 

كلما أردت رسم شوقي 

كلمات تخفف من ثقل حنيني 

أجد كلماتي 

عقدا تتناثر حباته أمام أعيني 

هاربة من قلمي 

فقط ما أتذكره 

باب منزلنا المفتوح للعيان 

جموع ناس ملأ الأركان 

و بكاء أبي كأنه طفل فقد الحضن

تائه بين الأنام  

فقد الآمان 

فقد الحنان 

آه ثم آه ثم آه من أركان بيت 

كان لنا لمة و دفء و مسحا للأشجان 

أصبح باردا فقط جدرانا 

خاوية من أصحابها 

تبكي في صمت 

و من يسمع بكاء الأصنام 

أحاول إستعادة ذكرياتنا 

ما كان بيننا 

أجد ذاكرتي فارغة 

لا تقوى على تذكر ما كان 

تتذكرين أمي 

آخر لقاء بيننا 

يوم طبعت قبلة على جبيني 

و بسمتك الرائعة التي تفقد الألباب 

قلت لي هل انتهت عطلتك حبيبتي 

ستعودين للعمل لن أراك بعد الآن 

عذرا أمي 

لم أفهم أنك كنت تودعينني 

و أنها كانت آخر مرة أحظى بعناقك و الحنان 

و تحل الذكرى الثالثة أمي 

و أنا مازلت أنتظر أن أجدك في فناء البيت 

على كرسيك المعتاد 

كأميرة للمكان 

آه أمي أين لي بنسج كلمات تليق بك 

توصل لك ما أكابده من شوق كأنه جمرا يسرى في الأبدان 

كأنه ثلجا يجمد الأركان 

كأنه عاصفة ترمي بي 

في بئر الحرمان

نجتمع أمي أحيانا و في نظراتنا 

غربة و فراغ  و صقيع يلجم الكلام 

بدونك أمي أرواحنا تئن 

حزينة هي ملامحنا 

فيها من الوجع أطنانا 

و من الشوق نيرانا و براكين و هيجان 


بقلمي / سعاد شهيد

اليوم الذكرى الثالثة لوفاة أمي و مازلت لا أستطيع التعبير عن حزني و شوقي لها ، تهرب مني كلماتي ، فراغ قاتل موحش 

رحمك الله أمي و أسكنك فسيح جناته يارب العالمين اللهم آمين

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :