(عيد وغزة...تحتضر )
للشاعرة : نورة موافقي من الجزائر
عيدٌ.ولكن في المدى جُرحٌ أرى
أبتي، لماذا العيدُ يَعطشُ للدمِ؟
لمّا وقفتُ ببابِ داري لم أجدْ
إلّا سُؤالًا ذابلًا يعلو فمْي
قالوا: سيأتي العيدُ، قلتُ: وغَزَّة؟!
نامتْ على الطرقاتِ أم في المأتمِ
فالعيدُ يركضُ في الحواري باسمًا
لكنّهُ فوقَ الرُّكامِ .. بمؤلم ٍ
كَيْفَ السَّلَامُ وَطِفْلُ غَزَّةَ لَمْ يَزَلْ
فِي الكَفِّ يَحْمِلُ دُمْيَةً لم تسلمِ؟
كَيْفَ البَهَاءُ وَكُلُّ زَيْتُونِ الوَطَنْ
سُفِكَتْ عُصَارَتُهُ بِنَارِ المنجمِ
أَمي، لِماذا العِيدُ يَأتي نَازفًا؟
يُعطِي الهدايا والضّحايا ترتمي ؟
يَمْشِي إِلَى الأَطْفَالِ، ثُمَّ يُحَوِّلُ
الأَلْعَابَ أَكْفَانًا... برْجِع مُظلِمٍ ؟
العِيدُ. مَنْ يحَمِلُ المصابيحَ الَّتِي
ذَبُلَتْ عَلَى شُرُفَاتِ هَذَا المعتمِ
مَنْ يَكْتُبُ العِيدَ الَّذِي حلموا بِهِ
فِي دَفْتَرِ الأَحْزَانِ دمعَ المعدمِ
مُدُنَ الأَمَانِ بِأَعْيُنٍ لا تَنْطَفِي
وَقُلُوبُهُمْ تَحْتَ الرُّكَامِ المهدمِ
العِيدُ؟ كَلَّا.العِيدُ حقا لَمْ يَحن
مَا دَامَ يُقْتَلُ كل طفلٍ يحتمي
مَا دَامَ فِي الوَطَنِ الجَمِيلِ مَدِينَةٌ
تُحْتَلُّ، تُقْصَفُ، تَصطلى بالأضرمِ
مَا دَامَ فِي الأُفْقِ الظَّلِيمِ سَرَاجُهَا
لَمْ يَنْطَفِئْ... وَمُقَاوِمٌ .. بتجشمٍ
يا أيّها الكونُ الذي باعَ الرُّؤى
فمَتَى تُعودُ لِوَجهِها المتبسمِ
ومَتَى يَعودُ العِيدُ مِنْ وَطَنِ الأَسَى
ولِتُزهِرَ الأَعيَادُ بعد تبرعم ٍ
افْتَحْ يَدَيْكَ..فَلَعلَّ يَومًا قد أتى
كي نُرْجِعَ الأَطفَالَ نحو الأنجمِ
أ. نورة موافقي من الجزائر