(( أَيا غَزَّتي ))
أَيا قَطَعَ اللهُ أَيْدِي الرَّزايا
عَلَيْكِ أَيا غَزَّتي والمَنايا !
وغَصَّانَ بِالدَّمْعِ يَكْظِمُ غَيْظاً
بِهِ ارْتِيبَ ؛ قالُوا : صَرِيعُ الصَّبايا !
وقالُوا : شَواجِرُهُ عَنْ فِلَسْطِيـ
ـنَ إِمّا الغَوانِي ، وإمّا الدََنايا
ظَنَنْتُمْ بِهِ السُّوءَ لَمّا أَتَى بِـ
ـحُلِيِّ النَّسِيبِ لِلَيْلَى هَدايا
فيا وَيْحَ شِعْري ! ذَرُوهُ وأَسْرا
رَهُ ، ما لَكُمْ تَسْبُرُونَ الطَّوايا ؟!
قُصارايَ أَنْ قَدْ تَكَمَّدَ شِعْرِي
عَلَى غَزَّ ، أَجْرَى الدُّمُوعَ الصَّرايا
تَكَبَّدَ قَرْحاً ، فأَمْسَى مَرِيضاً
جَرِيضاً ، يُواسِي النُّفُوسَ البَرايا
سُلافٌ مِنَ العُرْبِ قَرْمٌ ، نَجِيدٌ
ويَلْزَمُ سَمْتَ المَرايا السَّرايا
مَعاثَ رِجالٍ أَشِدَّا بِوَجْهِ
العِدا ، وعَلَى النّائِباتِ البَلايا
ويُشْتَمُّ طِيبُ العَرِيكةِ مِنْهُ
لِهَمٌّ ، جَوادٌ ، أَصِيلٌ ، سَنايا
ولَمْ يَأْتِ بِالمُنْدِياتِ فَيَخْزَى
نُعاماهُ أَلَّا يَبُثَّ الخَزايا
لَعَمْرِيَ إنِّي أَشُدُّ الرِّحالَ
بِشِعرِيَ ، لا تَعلَمُونَ الخَفايا
إلَى عَسْقَلانَ ، وأبْغِي الرِّباطَ
أُسَدِّدُ عَنْ كَثَبٍ في الرَّمايا
فَأَرْمِي ، مَعِي رُوحُ قُدْسِ الإلٰهِ
سَتَخْزُقُ ، أو سَوْفَ تَحبُو الحَنايا
ألا بِالدُّعاءِ جِهادٌ ونَصْرٌ ؟!
بَلَى ؛ فَعَلَيْهِ إذَنْ يا سَرايا
(المتقارب)
مصطفى يوسف إسماعيل (الفرماوي)