. << هَـــذَا أَنَـــا >>
لَا تَسْألنِي كيْفَ صِرتُ شَاعِراً
لا تُجْبِرْني عَلى البَــوحِ قَسْراً
بَلِ اسْـــأل الظُّـــــروف
تُفْصِح لَكَ عَن يَومِيّاتي
وسَتُجيبُك ذِكرَيـــــاتي
وتُقنِعُك تَقلُّبات دَهْــــــري
بَسَمات فرَح وأنَّات شَجَن
مُنْعرَجات مِحَــــن
ومُنفَرجات فِتـــن
فَأنَا لمْ أخْتَار يَوماً
أنْ أَكــون بَوّاحـــاً
وَأنَا من سَكَن الْكِـتْمَـــان
جَوْف سَرِيرَته البَكْمَـــاء
أنَا مَن قَرأ كِتاب الحَياة
مِن غَير حُرُوف
أنَا مَن تسَلَّق سُلَّم الهُوّاة
مِن غيْر زُحُوف
هَمساتِي قَدْ لَا تُطْرب
وَ هَلْوسَاتي قَد تُتْعِب
لكِنّ قَسَماتي جُبِلَت أنْ تُعْرب
حِين أَسْعَـــدُ وَحِينَ أغْضَــب
فأنَا لمْ أجْرؤ يَومــاً
أَن أُنَافِق أوْ أُحْتَجِب
هَذا مَا أَرْضَعَــتْه
لِي أَثْدَاءُ حَارَتِي
وَأُمّي عَن كَتَـبْ
وَمَا جَادَت بِه ثِمَار
أشْجَارِها قَبلَ أنْ
تُصْبـِح حَطَـــــبْ اً
لَا تَسْأَلنِي عَن قَصَائِـــد
الْغَرَام وَدِنَان النَّبِيــــــذ
قَد تَبْدُ نَاقِــــــصَة أَدَب
وَلَا عَن عِشْق الكَراسِي
وَمَطَاعِم الْمَـــــــرَاسِي
فَقَد أَلِفْتُ جُلُوسَ الكَنَبَات
طَهْيَ الْبَلَـدِي وَطَيَّ الرُّكَب
لا تُحَاسِبْني عَن أوْزَان
البُحُــــور والعَــــرُوض
فَلَيَس هُنَـــاك حُــــــــرّ
ذَيْلُه مُكَبَّل أَوْ مُقْتَضَب
اتْرُكُونِي أَهِيم أتَخَيَّل وَأَتَقَوَّل
فَمُلْهِمَتي لَا تُطَاوِعُنِي
حِين تَسْـرَحُ وَتَبْــرَح
وإلى عَالَمِها تَأْخُذُني أََتَجَـوَّل
اِعْذِرُوهَا إِن تَرَاءَت لَكُـم
أنَّــها تَفْتَــرِي وتَكْــــذِب
لَعَمْري مَا نَقَلْـــتُ عَنْـــهَا
إلَّا مَا تُحِسُّــــهُ وَتَــــرَاه
فَلَا تَسْخَرْ وَلَا تَتَعَجَّــب.
/ عبدالواحد الكتاني (2025/05/01) 🇲🇦.