من نارك القديمة ٠٠٠ يشعُ الضوء
عِراق،
يا نزفَ الأنبياءِ العنيد،
يا دموعَ الثكالى والمحرومين،
كيف لعنقك
أن يحتفي بحزِّ الخناجر؟
دماؤك دمائي،
وصوتك،
ما زال عبر الزمن
يُبحر كسفينةِ نجاة،
محمَّلةٍ بأدعية الأمهات،
وأنينِ الأرامل،
وأصواتِ المقاتلين.
تحت قدميك
ركعتْ جيوشُ الغزاة،
وكأنّ روحك
قيامةٌ لا تنتهي،
هي الفجرُ الكبير،
والمدى الذي بلا ضفاف،
انت النهر الازلي
حين يفيض حنين،
وأنت حكايا الليل الباذخة!
عِراق،
وفيك تهتدي الأبجدية،
فما من حرفٍ
إلا ويختمُ بالنهايات،
إلا حروفك
تبدأ كلّ شيء
من رمادِ الصبر،
ومن جمرةِ الرجاء.
عِراق،
أيها المصلوبُ على خاصرةِ المجد،
تشهقُ بك الأرض،
وتبكيك النجوم،
لكنّك وحدك
تعيدُ تشكيلَ الضوء
من نارك القديمة
وأنا،
أرى أطفالك يولدون بلا خوف،
يرسمون على جدرانك
نخيلا عاليا
أرى فلاحاً
يستخرجُ القمحَ من دمعة،
وشاعرًا
ينقشُ اسمك على
جناح فراشة.
أرى الغدَ يمشي إليك
كبيرا
باسقا
يفتحُ في قلبك
نافذةً للشمس.
حميد العادلي
العراق
لوح مسماري منذ فجر التأريخ