لم ولن ينتهي عذابك
حتى وأن
غيرت ثوبي
على طاولة مغادرتي
فما زال هناك تفاصيل غامضة
متدحرجة بعمق سنيني كبد المعصرة
حين يدور يهرس ماضيك تحت مساماته
لينتج من حروف عشقك قوالب إنصهار الذكرى
عساه أن ينشرها على ضفاف الأنهار عطر مسك
يفوح بين البساتين وينشر رذاذه لعلك تطربين
على عزف موسيقاه الرنانة لطنين نحل مهاجر
يرغب بسكنة الأعالي الموحشة بليل إلاغتراب
يدق على عزف الساعات لحظات لنيل الخصام
اجتز من عوالم الإختناق الأخيرة مباركته بخبث
ليتجرع عصير حلواك المسموم في قعر الفنجان
فيه أزهار جنازتك ليمطرك دمع لحسرات وداعك
يذهب بعدها مسافر بالغياهب ليلوذ عنك تفرد
يصارع جهلك المعجون بتراب جثث في القبور
على سنن الأولين اغتسلك القلب طهارة لميراث
ثم مضى يمحو من سطور تطورك عالمه القاتم
على طيف أسود رش ملامح عذابك قهر زمني
عنيد اغتصب مني راحة البال لمهاجر من حزن
مرت الحكاية بثلاثة عقود والخاتم عندها ضاع
مكتوب عليه غفلة من دهر ملعون جمعنا بدنيا
كل أبوابها مقفلة كالسجون مؤبدة لنور الشمس
تحت جليدها دفء لسياط جلادك يخدم الٱناء
فيمتلئ بإنعاش الهجران بين فواصل كل رحيل
يا سيدة ضياعي جنديك متطوع لخدمة سراب
باحث عنه في أتون الصحراء المغتربة بالرمال
تاهت بين الثقوب ملامحها لتتمكن من الإيحاء
قد تنقش بسيرتك أبجدية أخرى تعاند التدوين
لتمر على ممحاة العمر فتكون مرفوضة الظهور
على إغنية وداعي فقد إيمائي الملحوظ إنتشاره
يحمل بين كفيه سرد من خيانتك والٱخرين لي
أودع مع المهاجرين جراح لن تمحى غرزها بكفن
عنوانه مجهول لفارس يمتطي جواد أعمى هزيل
تاه في حوض بريتك يدعي أنه صياد لاشباه أمل
دامت الدموع منك تنهال كالمطر لغيوم موجوعة
فلا تجعلين إلا الحسرات تتواكب كل أيام أحزانك
المفكر العربي
عيسى نجيب حداد
موسوعة اوراق الصمت