(((ذاكرة العبور )))
انطلقت الرحلة
بين سيول المتطلعة إلى آفاق المستقبل
وطوكيو التي تمزج الضوء بالتاريخ
كنا قافلة من الضوء تجوب المدن، يحمل كل منا في عينيه نافذةً على العالم، وفي صدره كنزًا من الفضول والشغف
تفتحت المدن أمامنا كبراعم الكرز
اقتربنا ولمسنا المعالم بأيدينا
واستمعنا إلى الآثار وهي تحكي
كيف مرّ عليها الزمن
ولم تفقد نكهة البقاء.
لم تكن رحلة سياحة فحسب
بل مرآة للذات
حيث اكتشفنا أننا حين رأينا الآخر
اقتربنا أكثر من ملامحنا
ضحكنا كالأطفال
التقطنا الصور
لكن ما حملناه في داخلنا
كان أعمق من كل صورة
استمتاع تجاوز اللحظة
تحوّل إلى خيط سرّي
وصل أرواحنا بما حولها.
في الأسواق والحدائق والمعابد،
صمتت اللغة
لتتكلم النظرات
انحنت الشعوب في احترام
لتعلمنا معنى التواضع
هناك أدركنا أن الحضارات ليست حجارةً وحدها
بل طقوس يومية،
ونبض إنساني مشترك،
وسرّ قديم يظل يلمع
كلما اقتربنا منه بالحب
هكذا صارت السفرة عبورًا
بين الأرض والروح،
إنه استمتاع يتجاوز حدود النظر
متعة السير في الأزقة القديمة،
والتقاط الألوان من حدائق الكرز،وتذوق نكهة البحر في أطباق لا تنسى
لكن ما خزنته قلوبنا كان أعظم من أي
صورة
وفي كل يوم
نكتشف شعوباً تحتفي بالضيافة
تبتسم لنا بصدق
وتدعونا لنعرف أن التقاليد ليست قيوداً
بل جسور من المحبة
رحلة استمرت بعد عودتنا،
وبقيت فينا كأغنية بعيدة
تتكرر كلما تذكرنا
أننا عبرنا جسورًا بين عالمين
وتركت الرحلة فيها جزءًا من
قلوبنا
على ضفاف الكرز،
تحملنا نسائم البحر
إلى ما وراء الحنين
سعدية.عادل
30/08/2025