الأحد، 26 أغسطس 2018

خنساء الشام

بين أحضان البحر
بقلم الشاعرة سميا دكالي

أنا المراة التي عشقت في البحر تمرده
ولجأت إليه كطائر غريب عند المغيب
كم صنعت زوارق من ورق له
وبيد مرتعشة خططت كلماتي بداخلها
لأشرعها بعيدا بعيدا بين عباب أمواجه
لكن بين مد وجزر اختفت حتى لم تعد تتراءئ لي
كم سألت نفسي هل سيحتفظ البحر بكلماتي؟
أم سيطويها ويمحوها ليفتت معها زوارقي 
فتضيع كلماتي بين أمواجه المتلاطمة
وتضيع معها أثير ذكرياتي وما تبقى مني
تمنيته أن يدخرها لي بين ثنايا أعماقه
بل أن يختار محارا ويحكم الإغلاق عليها
عشقي للبحر حملني أن أهذيه ما بداخلي
وعشقه لي جعله يتمرد على ما منحته إياه
 وللنسيان أراد أن يستدرجني وتعليمي
وكأنني أسمعه يهمس لي على وقع أمواجه 
بأن أترك ماضي الدفين وأكمل مشواري
وهو يغمرني برائحته ليملأ قلبي أملا
جمعت بين كفي ماءه المالح وغسلت وجهي
ومن دموعي ارتوى حتى اكتفى من حناني
هو البحر يظل واسعا بسعة أمواجه
وإلى ما لانهاية مسكون بتلابيب كل معشوق
شاهدا منذ الأزل حكايات عشق
وعلى الشطئان سامعا لأنين عشاق
  وللحيتان وهي تبكي في الأعماق

         سميا دكالي

خنساء الشام

About خنساء الشام -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :