.. اعتذار إلى طفل .. فلسطيني .. ومقاوم ../قصيدة للشاعر حسن كنعان
قد جئتُ أذرفُ فيكَ الدّمعَ مُعتذرا
عن أمةٍ أظهرتْ من عجزِها صُوَرا
قد أطفؤا النار تُذكيها وما خجلوا
شاهت وجوهٌ تسوءُ القلبَ والنظرا
ضاقت بها الأرضُ أجناداً مُسَخّرة
تحمي الرؤوس و ظهرُ الأمّةِ انكسرا
عُذراً بُنَيَّ فما أبقَوْا لنا حيلاً
فكنتَ أكبرنا لم تعرِفْ الصّغَرا
أنت الذي أرعب الأعداءَ فانصرفوا
إليكَ بالحقد مكشوفاً ومستترا
قد راعهم زَندُكَ المشدودُ عن حجرٍ
ولم تُخفهم جيوشٌ بأسها انحسرا
سفّهتَ من أثقلتْ أكتافَهم رُتَبٌ
واستمرؤوا الذّلّ فازدادوا بهِ خَوَرا
تبقى فلسطين ُ ما حُمِّلْتَها أملاً
للّهِ دَرُّكَ طفلاً بالإبا فُطِرا
على يقينٍ بأنْ كفّاكَ ما اكتفتا
كالنارِ تخبو فتُخفي الجمرَ والشّررا
يا ويلَ من تركوا الأهلين في دَمِهم
والنّارُ تأكلُ منّا الصّخرَ والبشرا
سلاحهم خُلّبُ في كفّ مرتعشٍ
يرجو النّجاةَ وفي بحر الخنا انغمرا
لَهْفي على ذلك الزِيّ الذي لبسوا
قد صار أسوأَ ما فوقَ الجسوم يُرى
عُذراً بُنيّ فهذي أُمّةٌ خُنقتْ
فيها المروءةُ والمجدُ الذي احتُضِرا
أنتَ الذي قامَ للأحداث مُنتفضاً
فكنتَ ماردَها للحقّ مُنتصرا
القدسُ تعرفُ عُهرَ الأدعياء فهل
بعدَ الجرائمِ في صَمتٍ من استترا
قالوا لغزّةَ في كلّ الحروبِ هيَا
روحي وربَّكِ خوضوا حربكم لنرى
خاضت معاركَ كان اللهُ ناصرَها
والغيظُ يقتلُ من أعطَوْا لها( دُبُرا)
.......... للشاعر حسن كنعان ........