مقعد الانتظار
بقلم الشاعرة فاديا الصالح
و أنا جالسة على مقعد الانتظار أحسست بجيوش من الخذلان تجتاح جسدي المضنى إليك ..
بنارٍ تصعد لتأكل رؤوس أصابعي ..و تبتلع زهور وجنتي ..
و أنا في هذا المقعد المتقد بالحنين إليك استسلم أمام أسراب العصافير المسافرة قسرا لتقود ناظري إلى الآفق ذي الحمرة و كأنني انتظر قدومك إلي من أبعد نقطة فيها .
مقعدٌ قادني إلى نيسان النقي حيث كان لقائنا ... أينعت النجوم و نضج القمر فيه ..كيف حملت حقائبك و غادرت ربوع الحياة ؟
و أبعدتَ عن أطياف الربيع في عمري ؟
كيف لنبضكَ أن يضرب أوتار النجوم الغاربة ؟ وكيف لهامتك أن تعانق قوس قزح في أواخر كانون ؟
قل لي : كيف هانت عليك ألحان الأمطار التي بللتنا سويا ؟
و كيف تجاوزت سيولها المتدفقة داخلك ؟
و كيف راقبت إنطفاء شموع الأمسيات التي رافقتنا في ليال الشتاء العميق معا ؟
و كيف تجاوزت الآفاق قدمينا ونحن نجوبها بعيد نيسان ؟
مقعدٌ متقدٌ كشمس تموز ...
قادني إلى الخيبات فيك ...
قادني إلى الأمنيات البائسة فيك.
مقعدٌ متقدٌ كعينيكَ الرمادية
يجمعُ الخيبات و الآمال المتآكلة
لتنعكس على ضفاف الآفاق البعيدة ..
فاديا الصالح