( مزامير الدجى )
بقلم الشاعرة سهى زهر الدين
مضى جيل ..
إندثرت الأحلام واستفاقت الروح بعد سبات دام سنين ؛
خلف ألأعمدة المتصلبة بوجه الريح ودلال الشمس المنبسطة على الحقول القرمزية
تراكضت النفس
غمرت السراب المتدلي كطرحة عروس ؛
تناسلت من بذور الدجى السارح في المدى
أنثى تزينت برداء الياسمين؛ ردائها من حفيف الصمت
يجول خلفها يلامس خفيها بلا ملل
في لحظات التأمل والتوحد داخل أعماق جذورها نفضت عنها الأزقة المظلمة
بعثرت الصدأ المختبىء بين أناملها وبدأت تطوف في بهاء الكمال الكلي ؛
تلك المزامير التي تتوق النفس لمراقصتها لمعانقة أشرعة النسيم
المتطهرة من كل دنس
هناك
تتمايل سنابل القمح تلفح وجهها ضحكات السديم المعتق
هناك
يغفو الزهر على تراتيل الندى النقي
من منكم لامس ضوء المعرفة ؟
من منكم شعر بتموجات الهلال الخصيب ؟
إمتلأ مزودي برحيق العسل وانجبل بنكهة الشغف
تلك الأرض المكورة المتصلبة في أحشائها ، باطنها أسرار بالية لا تمسني ...لا أنتمي لترابها المتسكع لقطرات المطر
أنا
غرفت من جوهر الوجود حبا"
تجزأت
وتجزأت
ولم يبق في خلايا وجودي شيء
سوى روح أخذتني معها في قطار لا يعرف طريق
يهيم خلف الرؤى يعانق الفجر ويعود عند كل مساء مع بسمة كلها أمل .
سهى زهرالدين