طواف الأفئدة
***
القلبُ من حرِّ الصّبابةِ ذابا
فالشّوقُ نارٌ تصهرُ الألبابا
لَبّى الحجيجُ فذابَ لُبِّيَ لوعةً
وغدا دموعًا تُغرقُ الأهدابا
يا زائرًا مسرى الرّسولِ وقِبلةً
جمعَ القديرُ بحجرِها الأقطابا
لِتأمّها كلّ الجهاتِ مَحبّةً
فالنّفس تعشقُ سحرها الجذّابا
أهفو إليها والخطوبُ تصُدّني
وبمهجتي بلغَ الحنينُ نِصابا
روحي يشيخُ من الحنينِ لوصلها
والرّأسُ من طولِ التّرقّبِ شابا
من رامَ شيئًا في متاعٍ زائلٍ
غنِمَ الزّمانَ وتابعَ الأسبابا
فجمعتُ زادي من هيامٍ جارفٍ
وقدِ اتّخذتُ من الشّغافِ قِرابا
ووقفتُ في بابِ المُهيمنِ راجيًا
أستفتحُ الحُجّابَ والأبوابا
في بابهِ ملكِ الملوكِ مقامُنا
بابُ الرّحيمِ يُجمّعُ الطّلابا
سأظل أرفعُ للمجيبِ بحاجتي
من ذا سواهُ إن دعوتُ أجابا
وأظلّ أرمقُ من مقامِي قبلتي
اجتزتُ بالبصرِ السّديدِ حِجَابا
إنّي أراها في صلاتي دُرّةً
والنّجمُ يرقبُ حُسنها الخلّابا
من يَحجُبُ القُطبي َّ عنها طالما
عن عرشِها مُذْ أُنشئت ما غابا
ما ضلّ عنها ناسكٌ وبأفقها
مَن يرشدُ الزّوّارَ والأحبابا
فتحُجّ أفئدةٌ إليها حينما
صارت لكلّ النّاسكينَ مآبا
تُغضي حياءً من لحاظِ ضيوفها
فإلى ذراها تشرئبّ رقابا
ولأنّها للطُّهرِ رمزٌ خالدٌ
أرخت على أجيابِها جلبابا
فيطوفُ أضيافُ المهيمن حولها
وتطوفُ طيرٌ فوقهم أسرابا
كلٌّ يطوفُ على السّنا بمطافهِ
ورأيتُ من فوقِ الحَجِيجِ سحابا
كانت تطوفُ وفي غضونِ طوافها
تهمي على هامِ الضّيوفِ حبَابا
وأخالني بين الحجيجِ ملبّيًا
وأطوفُ مكّةَ مسجدًا وشعابا
من روضِها شَهدَ النّبوّةِ أجتني
أروي هيامي نفحةً وشرابا
تلك التي وُلِدَ الهُدى في حضنها
وبهديهِ صار الضّلالُ يبابا
في مكةَ المختارُ طِيبٌ عابقٌ
الكونُ من طيبِ المُطيّبِ طابا
بَذَرَ المحبّةَ والسّلامَ فلم تزلْ
تنمو البذورُ مآذنًا وقِبابا
هو مُرسلٌ للعالمين ورحمةٌ
ولكم سواهُ صدّروا الإرهابا
في حُبّ طهَ كلّ قلبٍ عامرٌ
وتظلّ أفئدةُ الخصومِ خرابا
***
محمد أحمد الدِّيَم
***
القلبُ من حرِّ الصّبابةِ ذابا
فالشّوقُ نارٌ تصهرُ الألبابا
لَبّى الحجيجُ فذابَ لُبِّيَ لوعةً
وغدا دموعًا تُغرقُ الأهدابا
يا زائرًا مسرى الرّسولِ وقِبلةً
جمعَ القديرُ بحجرِها الأقطابا
لِتأمّها كلّ الجهاتِ مَحبّةً
فالنّفس تعشقُ سحرها الجذّابا
أهفو إليها والخطوبُ تصُدّني
وبمهجتي بلغَ الحنينُ نِصابا
روحي يشيخُ من الحنينِ لوصلها
والرّأسُ من طولِ التّرقّبِ شابا
من رامَ شيئًا في متاعٍ زائلٍ
غنِمَ الزّمانَ وتابعَ الأسبابا
فجمعتُ زادي من هيامٍ جارفٍ
وقدِ اتّخذتُ من الشّغافِ قِرابا
ووقفتُ في بابِ المُهيمنِ راجيًا
أستفتحُ الحُجّابَ والأبوابا
في بابهِ ملكِ الملوكِ مقامُنا
بابُ الرّحيمِ يُجمّعُ الطّلابا
سأظل أرفعُ للمجيبِ بحاجتي
من ذا سواهُ إن دعوتُ أجابا
وأظلّ أرمقُ من مقامِي قبلتي
اجتزتُ بالبصرِ السّديدِ حِجَابا
إنّي أراها في صلاتي دُرّةً
والنّجمُ يرقبُ حُسنها الخلّابا
من يَحجُبُ القُطبي َّ عنها طالما
عن عرشِها مُذْ أُنشئت ما غابا
ما ضلّ عنها ناسكٌ وبأفقها
مَن يرشدُ الزّوّارَ والأحبابا
فتحُجّ أفئدةٌ إليها حينما
صارت لكلّ النّاسكينَ مآبا
تُغضي حياءً من لحاظِ ضيوفها
فإلى ذراها تشرئبّ رقابا
ولأنّها للطُّهرِ رمزٌ خالدٌ
أرخت على أجيابِها جلبابا
فيطوفُ أضيافُ المهيمن حولها
وتطوفُ طيرٌ فوقهم أسرابا
كلٌّ يطوفُ على السّنا بمطافهِ
ورأيتُ من فوقِ الحَجِيجِ سحابا
كانت تطوفُ وفي غضونِ طوافها
تهمي على هامِ الضّيوفِ حبَابا
وأخالني بين الحجيجِ ملبّيًا
وأطوفُ مكّةَ مسجدًا وشعابا
من روضِها شَهدَ النّبوّةِ أجتني
أروي هيامي نفحةً وشرابا
تلك التي وُلِدَ الهُدى في حضنها
وبهديهِ صار الضّلالُ يبابا
في مكةَ المختارُ طِيبٌ عابقٌ
الكونُ من طيبِ المُطيّبِ طابا
بَذَرَ المحبّةَ والسّلامَ فلم تزلْ
تنمو البذورُ مآذنًا وقِبابا
هو مُرسلٌ للعالمين ورحمةٌ
ولكم سواهُ صدّروا الإرهابا
في حُبّ طهَ كلّ قلبٍ عامرٌ
وتظلّ أفئدةُ الخصومِ خرابا
***
محمد أحمد الدِّيَم