أيها العابر
بقلم الشاعر سعيد محتال
في العلن والخفاء
إنا كفيناك شر البلاء
استهزأنا بك أيها الوباء
فكان مصيرنا سراب وهباء
نتجول داخل كهوف الغرباء
نالنا ضجر خلف عويل الأشقياء
نذوق مرارة خسارة وجع البكاء
استوت حياة الأموات والأحياء
لكن من تكون حتى نصاب بغباء
مسخت أعمارنا لونها صار مساء
تجمدت مواعيد السفر ، فلا لقاء
هب لنا من قوة ما يكشف البلاء
اجعل لنا مأدبة لا يقربها التعساء
نهديك عروسا تؤنسك كل مساء
خضراء الدمن التي باتت حسناء
جُلْ بنا بين ثنايا دروب الاشتهاء
نستنشق حرمان عبق بعد النداء
وارْوِ على مسامعنا ما سرّ العناء
باتت ديارا تسجد ليلا في خفاء
والعين تجول بين حدائق الأنباء
ألا نبئنا خبر اليقين ماسرّ الشقاء
كيف لا تخشى عقاب رب السماء
أما عادت الأرض تحتضن الرجاء
تبّا لنا إن كنا من أنجبك أيا وباء
لِم تأخرتْ قاطرة سحاب البيداء
لعلها تطهرنا من زبد أصابه جفاء
سنرتدي نعليك إنا وإياك سواء
على وجه الأرض كلنا غرباء
لن يدوم لنا ولك وجه البقاء
لا تظنن أنّا كنا يوما جبناء
عند رحيل ظلمة البيداء
كل مساء
سعيد محتال
29\08\2020