(واحرَّ عيناي )
بقلم الشاعر بسام الأسبر
واحرَّ عينايَ ضاقَ الجفنُ بالهُدُبِ
فما أظَلَّ وما أوقى من اللهبِ
يُحيلُ يومٌ إلى يومٍ نوافلَهُ
والقيظُ والبردُ فتّاكانِ بالعصَبِ
ماذا جرى يازمانَ العزِّ في وطني..؟
حتّى تجرّدتَ من مجدٍ ومن رَحَبِ
وضاقَ صدرُكَ حتّى باتَ ذا نَزَقٍ
وشاهَ وجهُكَ حتّى صارَ ذا غَضَبِ
عشرٌ تقَضّتْ وظلُّ الموتِ يرمقُنا
وما تبقّى أخا عيشٍ بلا عَطَبِ
والذلُّ والقهرُ والحرمانُ واكبنا
ولّجَّ جوعٌ على المُحتاجِ بالطَلَبِ
وأنتَ ياحضرةَ المسؤولِ توهمُنا
ورحتَ ترتقُ ثوبَ الفقرِ بالكَذِبِ
وما تركتَ بِعرّيشاتِنا وَرَقاً
فكيفَ نظفرُ بعدَ العريِ بالعِنَبِ ..؟!
تعوي النفوسُ بِجرداءٍ كَواويَةٍ
لم تلقَ من عسراتِ الدهرِ من يُجِبِ
هل أفلسَ الذوقُ والأخلاقُ في وطني
فأبدلوا نُصرةَ المغبونِ بالسَلَبِ ..؟!!
وما هو الحلُّ في حالٍ تحولُ بنا
والضعفُ واليأسُ ينضمّانِ للنُوَبِ...!!
لا يُشرقُ الصبحُ في عينٍ إذا غَمَضَتْ
فكيفَ تُبصِرُ خلفَ العتمِ والحُجُبِ..؟!
خَنا الزمانُ بقومي في تشتّتِهِمْ
فما تماهوا بِسوريّينَ أو عربِ..!!
وكلُّ منهم له في الحقِّ فلسفةٌ
ولا يُقادونَ في نجمٍ ولا شُهُبِ
أَضَعنا خيرَ جِنانِ الأرضِ من يدنا
فمن يُعيدُ لنا سيرورةَ الحِقَبِ..؟!
يابولُسَ الحبّ شامُ الله باكيةٌ
فلا فؤادٌ نقيٌّ غيرُ مُنتَحِبِ
لولا مررتَ لِماماً في أزِقَّتِنا
بكيتَ سُكّانِ تلك الدورِ والخِرَبِ
جدّدْ لنا الحبَّ إنْ يحنو بنا حُلُمٌ
ونستعيذُ بربِّ الحبِّ عن كَسَبِ
في سوريانا بهاءُ الله من قِدَمٍ
ثراها ضمَّ خِيارَ السادةِ النُجُبِ
ويا أخا المجدِ يا بشّارُ قائدَنا
أنتَ الذي نبتغي في ساحةِ الأَرَبِ
وقد عهدناكَ جَلْداً في مُقارَعَةٍ
للنائباتِ وما أبديتَ من لَغَبِ
وقد بلغتَ انتصاراتٍ مُجلجِلَةً
خوّضتَ فيها بجيشٍ زاخِمٍ لَجُبِ
يا سيّدَ القومِ قد شاؤها مَشرَحَةً
يلتامُ جرحٌ فيتلو الجرحَ من عَجَبِ
بكَ أَنَطنا مصيراً لم نرَ عَدَلاً
إلّاكَ في جبرِ حدِّ الحيفِ والتَعَبِ
شعر: بسام الأسبر 31/1/2021