آه من ذاك البعيد
بقلم الشاعر أدريس العمراني
هي من اختار القلب
جرحتني الشامية بنبال قوس
فوق العيون أصاب فؤادي و أدماني
حرف الجمال على محياها دون لبس
روع النبض و حرك أشجاني
حسدوني في هواها و أنا في بؤس
و لو شعروا بحالي ما حسدوني
فاق حبي لها حب قيس
أرى الكون في عيونها وهي ﻻ تراني
أدلني الشوق و كنت عزيز نفس
في حبها ذاب كبريائي و زادت أحزاني
أشتاق إليها شوق العيون لكحلها
يراودني الحنين بين يوم و أمس
عشقتها. ولامني العذال في هواها
و أغرقني لومهم في بحر التأسي
لو خيروني ما اخترت في الحب غيرها
و لعشقت غير مقامها حبسي
لا الحروف ترحمني إذا ذكرتها
و لا القوافي أجد فيها ما ينسي
تلاشى اللقاء و تعذر الوصل بيني و بينها
وغرفت في لجة هواها من قدمي لرأسي
بيني و بين الشام مسافة كيف أطويها???
و العشق فاضت بعطره أنفاسي
شامية الهوى و القلب من اختارها
ليته فكر في جراح البعد القاسي
أخفي جراحي و ثقل الشوق يفضحها
ولا ظلال تمتد في الأرض دون شمس
إدريس العمراني