مناشدة للشاعر غسان الضمان

 مناشدة :

يا قلب مالك في الهوى أوجعتني

يا قلب مهلا فالغرام أذلَّني

يا قلب أسْرَح في هواه متيَّما 

لم أبنِ صرحا في الهوى ياليتني

كالطير أُذبحُ في غرام معذّبي

وهو الذي بالهَجْر عمدا خصَّني

لا ؛ ليس عنده رَأْفة أو رحمة 

بل لا يهمُّه إن جفا وأَذلَّني

إِنْ كان ذا يرضيه يحرق مهجتي

فالهام منّي لا لغيره ينحني

ساألته : ماذا دهاك معذِّبي ؟

إن رمت بعدا لا أراك تريحني

والله لم تكن الحياة تجارة

لأكون فيها سلعة وتبيعني

يا صاح إن البعد عنك يهدُّني

إِنْ تُهجِني برزانتي ستغيظني

أَتثير في صدري براكين الجفا

ويكون ذا ما قد به جازيتني ؟

بصراحة قل أنت ما تنوي له

لا تخفه إيّاك فيه تذلّني

يا صاحبي طبعي الأمان وما به

من أُلْفة ومحبة ومحاسن

كيف الذي تبديه من ألم الجفا

أرضى به وأجِلُّه ويريحني ؟

فإذا جفوتَ وإن غدرت وعفتني

فانسَ الهوى واعلم بأنَّك هنتني

هذا الذي ما يوم قد أرضى به

لا ، لن أكون إلى المذلّة أنحني

والله ما كنت الذي بزمانه

ينسى لذلّ أو لطعنة طاعن

بل كنت إن شُدَّت جحافل للوغى

قالوا تعال احم الجناح الأيمن

خذ هذا مني لا تراوغ صاحبي

قل كيف ترضى ؟ قل عليه ودلّني

أقفيك طيبا من جميل شمائلي

في الحُسن كن مثلي طريّا واقفني

يا صاح انت سعادتي ومصيبتي

أُذكر لما يرضيك فهو يهمُّني

أهواك ، بل أهوى الثرى وترابها

إن جُلتَ فيها للرّجوع لتأْتِني

سأُقبِّل الأض التي تروي لها

حُبّا وطيبا ، إنّ حبُّك هدَّني

ناشدتك الله الجليل معذّبي

عُدْ لي عسى بين الضّلوع تضمُّني

.........................................

بقلمي : غسان الضمان