* برهانُنا الخيرُ*
بقلم الشاعر سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري
في لُجَّةِ البحرِ قد تاهت مراكبُكم
في لُجَّةِ البحرِ ما تهتم إذا جينا
مثلُ الأسودِ وفي الهيجاءِ صرختُنا
جرِّب إذا شئتَ أو إن شئتَ نادينا
نحنُ الجبالُ فمن يصعد يجد حجرًا
في بيتِنا الصخرُ لا بل صارَ نادينا
حتى حملنا حضاراتٍ فما اندثرت
نبني الثريّا كما قد نبني عفرينا
نصرٌ من اللهِ لمّا جاءَنا انكشفت
حتى وجدتَ جنودَ اللهِ تفدينا
ما مسَّنا اليومَ لو تدرونَ من وهنٍ
نحمي التراقي وآناسًا ملاينا
طبعُ الشهادةِ مجبولٌ بخاطرِنا
طبعٌ من اللهِ لمّا خصَّهُ فينا
اكتب حروفي وروّي الضادَ من جملي
يا حرفيَ الآن مسِّيهم ومسِّينا
طنَّ الذبابُ فلم نأبه لرنَّتِهِ
طَنطِنَ كريتًا وحوِّل وحلَكُم طينا
جفّت ورانت قلوبُ القومِ واتّسخت
اظلم وحاولْ فما لو زدتَّنا رينا
ليني عليَّ شغافَ القلبِ وامتثلي
إنّي زرعتُ على قلبي لكم لينا
كم لينةٍ تقطعونَ اليومَ من كبدي
ما تفعلونَ فهل أورثتُمُ دينا
فجرٌ على الأرضِ لم يسطع بديرتِنا
قوموا جميعًا لكي نحيي آمانينا
بردٌ سينزلُ فوقَ النارِ يردعُها
بردٌ على النخلِ أو بردٌ لبردينا
نسقي الجراحَ دماءً ثم نطعمُها
ماتشتهيهِ بما تُسديهِ أيدينا
ما تسكنينَ إذا ما جدَّ من وجعٍ
جاءَ الجريحُ ليستدعي السكاكينا
فينا الملائكُ حوّامونَ مذ أزلٍ
هذي الجمارُ فقم نرمِ الشياطينا
نحنُ السلاطينُ في الأخلاقِ في حلمٍ
حتى استوينا فأمسينا السلاطينا
أسمى الأسامي لدينا لم تكن عبثًا
طابَ المسمّى وإذ طابت أسامينا
الجوهرُ الحقُّ مرهونٌ بمعصمِنا
معنى المعاني إذا بانت معانينا
لسنا نبالي إذا ما الموتُ يقصدُنا
اهلًا وسهلًا سنُرضيهِ ويرضينا
فينا الإباءُ وفينا نخوةٌ عُجنت
عجنًا فريدًا ليبقى في شرايينا
يا نخلةَ الخير في الإرجاءِ فانبثقي
هزّا هززناك بعد الهزِّ هزينا
برهانُنا الخيرُ تكسو العقلَ آيتُهُ
حتى كسونا عظامَ الجسمِ تبيينا
نحنُ الخزامى فأرضُ الطيبِ منبتُنا
أنعم بخيرٍ وأنعم في أراضينا
بقلم سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري العراق