(معلقة رمضان المبكية)
الشاعرمحمود مطر
الرقم الاتحادي388
ولكم أطعمته صغيرا و أراه لي في
كبري ناء بي و من أحمالي مل
و لكم كنت كريما معه بمالي و لما
كبرت بالمال علي قد ضن و غل
و إذا مرض داوته دموعي و قلبي
وليلي بطوله ساهرا كنت معه أظل
و إذا تأوه تأخذني رعدات بجسدي
وإذا ألمه آلم أومرض بالجسم حل
والآن قد كبر و فارقني وأرجو الله
أقدامه تضل الطريق و نحوي تضل
فكلما أردت رؤياه و ألححت عليه
رأيته لي بإلحاحي و طلبي قد أذل
عحبا لأمري لما كان صغيرا كنت
أسعد به كهلال علي بنور قد أهل
و لما أحوجني دهري إليه رأيته
لزيارة أبيه أندرها و منها قد أقل
فما تلك القساوة فلايرمش له جفن
إذا رأى قدمي في حفير مني زل
أعقوق هذا أم هذه طبيعة حياة أم
أن عقلي قد شت في دنياه و ضل
فصغيري الذي كنت أغذوه بالأمس
قد كبر و رأيته من الأعباء بي كل
وبالرغم من عقوقه فإنه عندي من
الروح قد وضعته في أحلاها محل
فلا أريد منه شيئا وإنما أرجوه كلما
خطرت بباله أراه علي برؤياه طل
سأفوض أمري إلى الله فلم يعد
النصح يجدي فلساني بالإنصاح عل
فالبنات اللواتي توسمت فيهن خيرا
كن أسوا من البنين عقوقا أو أضل
وهبت يا ربي تربية بني لتجزيني
بها إذا ما جسدي يوما بالرمس حل