"إن كنت تعتقد أن لصوت البندقية، زغاريد تنصرك ...فأنت واهم.
هي نواح وأصوات ثكالى...تبكيك قبل أن تقتلك"
ندى.
****************************
[وصايا]
ل ندى مأمون.
------------
مالي ومال الحمقى ...
يزفون نغم الحرب...
وشؤم القوافل...
ولا رحيم بينهم
ولا من يستحي...
يسرقون أمان الخائفين ...
ويدفنون رصاصة
على أرضي...
وفي عيني ...
وعند قبلتي ...
مالي ومالهم ...
فلا نصرهم يعيد لي
أبي ...
ولا كراستي ...
ولا قطعة حلوى
خبأتها ليوم عيد...
تحت وسادتي ...
سأظل أبكي ...
حالك يا موطني ...
يشرون من متاجر البؤس
فرحتي ...
أثمان حربهم باهظة ...
يسألوني دفعها...
وأنا فقير ...
كيف لي أن أدفع ؟
أنا لا أملك سوى
روح خائفة ...
ومستقبل خبأت له
بسمتي...
سأظل أنزع شراكهم
من فوق الأرض ...وأزرع زهرتي ...
زهرة سوسن ...
أو زنبق ...
بيضاء مثل سريرتي ...
نظارة أبي هنا...
عند الجدار
مكسورة ...
ويداه منزوعة ...
والأرض من دماء وريده
ترتوي ...
وما ذنبي...وما ذنب أبي!
إن كان ذنبي عشق أوطان ...
فأنا عاشق...
بذنوب العشق أكتوي...
أطارد في العتمة العمياء ...
طيف وله ...
وعذابات ملهوف
لا يتوب
ولا يكتفي ...
أنا ما رأيت سوى
فصول يأس لا تنتهي ...
وعمر يضيع حسرة ...
ونظرة عسر ...
وضيق حال ...
وهم لم يرحموا
لهفتي...
مالي ومالهم ...
إن أطلقوا الرصاص ...
سأطلق الفرح...
وإن هدموا الجدار
سأبني قصتي...
وسأدفن أبي ...هنا
تحت الجدار ...
عند سور جدتي ...
أنفض الركام ...
وأتلو وصايا تلاها...
بطعم المر
على مسمعي ...
لتكن روحك ... على الدوام
كروح حمام ...
تطول السماء...
لتقطف خيوط الشمس
وأسراب السلام ...
وتلقي في كل زاوية
طمأنينة...
وطيبة ...
وآمال لا تنتهي ...
مالي ومالهم ...يا موطني .
****************************
د. ندى مأمون إبراهيم ....2023.