" خيبات أمل "
ايقظ عَرينكَ قَدْ صَحا الْأَموات
وانفض غباركَ قد أتى الميقات
فلزام أمرٍ أن نناهض سبرنا
قضي الزمان ولم نكن نحطات
كَنَّا دَعَاة مَنَابرٍ خَضَعَتْ لَنَا
أممٌ من التاريخ في من فاتوا
في سالف كنَّا نقارع فخرنا
فالعدل فينا والقضاءُ سمات
إنَّا نشرنا العلم في أرجائها
وحضارةٌ شادت بها الصفحات
أجدادنا حملت ثمين علومها
كنَّا لها والغاديات عراة
فِي الْعِلْمَ نَرْقَى إن أعدت بناءه
وَالْجهْل يَهْدِمُ والصروح تُحَاتُ
يا جَاهِلاً قدْري وَكلَّ منافعي
قَدْ سَطَّرَ التَّارِيخُ وَالنَّحَّاتُ
فِي العيش صُرْنَا نَحْتَسِي مِن فقرنا
خَوَت العقول ولم نكن نقتات
إنَّا بجهلٍ قد غفا في ظلِّنا
فانظر لحولكَ تأتكَ الخيبات
والعالمون تمتعوا بنتاجهم
بتنا بها وكأنَّنا من ماتوا
أين الغروس وقد رميتَ بذورها
أبت البسيطة أن نكونَ رعاة
حاقت بنا النعرات تقضم جمعنا
وحصادُ مرٍّ يستميل غزاة
ارجع إلى العتبات قبل نفورها
فترى بجهرٍ أنَّنا المشكاة
أجدادنا تبقى منارة فخرنا
من نورهم قد شعت الشذرات
احذو بهم قد تستنير بعلمهم
ما خاب من ترقى به الدرجات
انهض إلى العلياء قبل فواتها
في الدَّرْكِ نحن وحلَّت النكبات
إنَّ العظام إذا جمعتَ رفاتهم
سترى بعينك كم سعى الأموات
بقلم المستشار الثقافي
السفير د. مروان كوجر