حُبٌّ وَفريضةٌ
تقولينَ هذا البُعدُ يقتُلُني شوْقا
فلا الوصلُ مأمولٌ ولا الدهْرُ لي رَقّا
فهلْ لكَ عُذْرٌ قد يُخفِّفُ وحْشتي
ويسعِدُني إنْ كنتَ تعْشَقُني حقّا
أقولُ وَحُبّي ليسَ يعْدِلُهُ حُبُّ
وحتى اشْتياقي ليسَ يعرفُهُ صبُّ
ولكنَّ أسري قدْ تطاولَ بلْ ذُلّي
ولا ناصِرٌ للْحقِّ حتى ولا العُرْبُ
تقولينَ مهما اسْتفْحلَ الشرُّ زائِلُ
ومهما طغى لنْ ننحني بلْ نناضِلُ
ولكنَّني إنْ قُلتُ شوْقي مُعذِّبي
فلا عيبَ أنْ يهْوى أسيرٌ وباسِلُ
أقولُ وقلبي ليسَ بالمتخاذِلِ
بَلِ العاشِقِ المِغْوارِ والمُتفائِلِ
فصبْرًا أيا حُبّي فما الأسرُ خالِدٌ
ولا الشرُّ باقٍ فالمدى للسّنابِلِ
تقولينَ قلبي مثلَما النِسرُ شامِخُ
وحُبّي لأرضي في حنايايَ راسِخُ
فيا ليتَ قلبي في هواكِ مُتيّمٌ
وشوقي لعيْنيكِ الجميلةِ صارخُ
أقولُ ألا إنّي بِحبِّكِ أُؤْمِنُ
وأعْرفُ أيضًا أنتِ مثلي وأوقِنُ
ولكنَّ حُبَّ الأرضِ عِندي فريضَةٌ
كذلكَ حبُّ الأرضِ عِندكِ ديْدَنُ
تقولينَ معْ أنَّ الحنينَ مُلازمي
وقلبي على شوقي المُعظَّمِ لائِمي
ثرى وطني مهدي وقبري وجنَّتي
هو الوطنُ الغالي وللشعْرِ مُلْهمي
أقولُ بكلِّ الصِدْقِ لولاكِ ما هانتْ
زنازينُ أسري بل وروحِيَ ما كانتْ
فأنتِ الهوى بلْ أنتِ نبْعُ أحاسيسي
وحُرِّيَتي لولا غرامُكِ ما حانتْ
تقولينَ لولا ضعْفُنا وفسادُنا
لما ذلَّ شعبي واسْتُبيحتْ بلادُنا
يكيدُ الأعادي كيدَهمْ دونَ رادِعٍ
فيا ويحَ قلبي أينَ منّي اتِّحادُنا
أقولُ بني شعبي التعيسِ المُعذَبِ
وفي كلِّ منفًى لاجئٍ ومُغرَّبِ
ألا اصْحوا وَهُبّوا واسْتَعينوا برَبِّكُمْ
فلا خيرَ يُرجى مِنْ زعيمٍ مُغيَّبِ
د. أسامه مصاروه