عروس صحرائي
9 / 2020
وبي حنينٌ إذا أغمضتُ لساعاتِ
ومامن صحوةٍ بعد لـبعضِ أو كــلِّ لاآتــــي
فالًحياةُ بَـعدهـا ليس لـها أي طعم
ولـو أضَفْتُ لهـا كـلُّ زخـرفٍي ومسوغـاتـي
فلا أقبـلُ بالجَنّاتِ تحيطُ دروبـنـا
وأعبدُ صحراء هي فيها فـي كـلِّ صَلواتـي
ففي بُـعدها يـعتمل في قلبي الآهُ
وفي قـربـها تـشتعـل بـقلبي كـلُّ آهــاتـي
وفي بحرها لجةٌ تحفهـا الصحراء
مـن كـلِّ صـوب ورمـال مــن كـلِّ الـجـهاتِ
فمن بـين الكثبان تخطُـرُ كـجنـيـةِ
أو كإلهةٌ حب وجمال إغريقية الــســمـــــاتِ
فلو بدت لـي فراشـة تنهل رحيقَ
الـزهرِ لـهممت أقـبِّلُ وأعانـق كـلّ الـفراشات
أو تجلت كساحرة تقرأ المستقبل
لصدقتهـا وتـقبلت مـنهـا كـل الــتـنـبــؤآت
وعندما أخلو بنفسي لألتَقي بـهـا
تـشْفىٰ النفسُ وتبرأ جراحاتـي الـنــازفــــاتِ
فـعلىٰ أكتافها أغـفو كـعاشق غــرٍّ
وفي حضنهـا بـعد طولِ غفـوة أجـــدُ ذاتـــي
في الطفولة كنت أبكي لعبا أفقدها
واليوم أبكيهـا حسرة وأكـفكـف دمــعـــاتـــي
فياليت الزمان يـقف هاهنـا لبرهـة
فلربما أعرف بَعدَها كيفَ تكون حــيــــاتــــي
فالزمن يضمد جرح الأيام والصبر
يستيقظُ في الـنفسِ مـن هول الـصــدمــــات
ففي الخريف يبكي الزهر ربيعا له
والأشجار تغفوا كالموت بـعـد سقوط الوريقاتِ
ياعروس الصحراء مـرّ العمر ولمـا
يعد في جعبة الأيام إلّا بـقية مــن ذكـريـــاتـي
فالربيع مات وفصوله ولت بحياء
وماتت الَصحراء تبكي بدموع مـن جـراحـاتـي
محي الدين الحريري