رواية عصية....في أدب وفلسفة
الأديب عبد القادر زرنيخ
.
.
.
(نص أدبي)....(فئة النثر)
.
.
.
.
عانقوا أبجديتي فقتلوها
عانقوا هويتي فنحروها
عانقوني بالوطن إنسانا
فشردوني خارج الأسوار كالأصنام
عانقوا أقلامي فكسروها
وتركوني وحدي
بلا عنوان بلا أبجدية
عانقوني بالخلود عربيا
وشتتوني خلف الشعارات
كالدمى بلا لغة بلا إنسانية
عانقوا روايتي
ففتتوا أبطالها
وتذرعوا أنها خفية الأدوار
صدقتهم
فكان لعنوانها الإندثار
عانقوا عروبتي بلا رحمة
قد افتكرت أن المجد عناق
لكنه قتل ونفي وتشريد
عانقوا كتبي فحطموها
سوروا لغتي فعطبوها
وتركوني تائها
بلا رواية أعانقها
أمشي على رواية لا أعلم هواياتها
ربما الغد وحي قيدني بأبطالها
أعود وكأنني من بحر لا أعلم ربان الانتطار
فكيف أكتب الشعر وأنا بلا أشرعة
أحلم وحدي بلا مظلة تحت الأقدار
ربما غربتي عاصفة
اقتلعت من دفاتري كل الأمنيات
تحسدني الأيام على قصيدة
ربما لا تعلم أوجاعها
على دروب الغربة المائلة
ترحال بين الكلمات
فالسطور جذلى بآلامي
كي يولد الوحي على جدران المفردات
لكني بلا غد يعيدني لفصل الهدوء
غربة أكاد أخفيها خلف الأقلام
ربما الوعي خبأها أمام السطور
كي تقرأ أمام المنابر الحرة
ويعود ليل الشعر من سباته
لفجر كل مافيه لقاء وأوطان
يقاحمني ظل لا أعلم هواياته
ربما رواية عصية استباحت خواطري
ونسيت أن أنسى من الأوطان ذاكرة
ما زالت تبكيني على السطور الغائبة
يلازمني الوطن بكل دقيقة صماء
بكل صورة أرهقتني كتلك الأوراق
ورقة أتعبت كل الأبجديات
فما بقى لي إلا مفردة
تعيدني من بكاء الأقلام
لوطن كل مافيه أمل ووقار
وكتبت مرة أخرى
فهل أنا دواة شردت أوطاني
أم الوطن حديقة
ضاعت بين دروبها دواتي
ربما لا أعلم
ربما أعلم
لكني علمت أنني لا أعلم بالفجر دواتي
وبقيت بليل وحيد أنتظر ميلادي
فالوطن ولادة دونتها بقصائدي
كي أعود من غربة منسية
لسطور شبه شرقية
تداعبني بكل المفردات السورية
.
.
.
.
توقيع...الأديب عبد القادر زرنيخ