طُوفَانُ الأَقصَى
هَجَمَ الْوُحُوشُ على رُؤُوسِ عَدُوِّهِمْ
سَفَكُوا دِمَاءَ جُنُودِهِمْ أَنهارا
فَتَزَلْزَلَت أَرضُ الْعِدَا بَعدَ الْنِّدَا
اللهُ أَكبرُ هَبَّةً وَقَرَارَا
فَقَدَ الْعَدُوُّ لِوَعيِهِ بِدَقَائِقٍ
مِنْ هَوْلِ فَاجِعَةٍ تَلُوحُ نَهَارَا
حَمَلُوا البَنَادِقَ وَالقَنَابِلَ فى يَدٍ
قَد بَايَعَت رَبَّ العِبَادِ جَهَارَا
وَرَأَيتُهُمْ فى الْجَوِّ بَانَ جَمَالُهُمْ
قَد رَفْرَفُوا بِسَمَائِنَا أَطيَارَا
بَرِقَت لَنَا الآمَالُ تَكْتُبُ حُلْمَنا
وَالْكَونُ أَزهَرَ حِينَ كَانَ قفَارَا
حُرَّاسُ مَقدِسِنَا عَلَوْا فَوْقَ الْمَدَى
صَعقَاً بَدَوْا لِيُفَاجِئُوا الْأَنظَارَا
أَسَرُوا الْيَهُودَ الْمُعتَدِينَ بِسِجنِهِمْ
فَغَدَا مَقَامُ الْمُعتَدِينَ صَغَارَا
خَطَّ الشَّبَابُ بِعَزْمِهِمْ مَعنَى الْفِدَا
مُستَبسِلِينَ بِقَتلِهِمْ أَشْرَارَا
حَتَّى يَذُودُوا عَنِ الْكَرَامَةِ وَالْحِمَى
قَد كَانَ وَعدُ الْظَّالِمِينَ خَسَارَا
بَأْسُ الْرِّجاَلِ بِهِ الْفَوَالِذُ تَنْثَنِى
جَعَلُوا الْعَبِيدَ بِأُمَّتِى أَحرَارَا
وَبِعَزْمِهِمْ نَحوَ الْمُرَادِ تَسَابَقُوا
بَلَغُوا الْجِبَالَ وَآثَرُوا الْإِصرَارَا
حَمَلُوا هُمُومَ الْدِّينِ فَوقَ رُؤُوسِهِمْ
بِتَثَبُّتٍ وَتَحَمُّلُوا الْأَخْطَارَا
الْعِزُّ غَزَّةُ وَالْعَزِيزُ شَبَابُهَا
صَارُوا بِنَصرِهِمُ لَنَا أَخْيَارَا
لَهُمُ الْتَّحَايَا وَالْهَدَايَا حِينَمَا
بَذَلُوا الْنُّفُوسَ تَحَمُّلاً وَبِدَارَا
إِخْوَانُنَا نَفدِيكُمُ بِدِمَائِنَا
حُجِبَ الْلُّقَا فَتَلَمَّسُوا الْأَعذَارَا
****************
بقلمى/تامرأحمد البيلى