الأربعاء، 6 ديسمبر 2023

Hiamemaloha

عابر أيها الدخيل للشاعرة كريمة جبريل

 عابر أيها الدخيل 

فما اعتدت كل تلك الأناقة في ترتيب الكلمات ،ولاحتى بترتيب فوضى شعري المسدول برتابة الليل على كتفي وبواقي بعض الخصال منثورة بفوضى الليل وعبث  الذكريات،ولربما مداعبة الحلم لأفكاري التي لاتغفو على وسادة ،بل تحرس أجفاني إن اغمضت عنوة بدافع نعاس، أو تعب شديد.

الملم بقايا الليل وأستر جسدي المكشوف لليل ويأبى أن تغطيه الشراشف ليكتفي باحتضان الظلام وبعض من النجوم التي تطرق نافذتي المشرعة لليل .

ألبس نظارتي لأكمل ترتيب الفوضى التي ألمت بي وأنا أعانق نجمة صاحبتها منذ سنين.وأقود خطواتي لألقي على هذا العابر تحية الصباح المثقلة بالتثائب،فقد كان الليل طويل والنوم قليل.

أمد يدي لأقرب ركوة على رف خشبي ملون بألوان الربيع لأبدا نهاري بفنجان معبق بالأمل .وأزيد من جرعة البن في عيار  أخر فأنا لا أحبها ثقيلة والدخيل لابد أنه سيضنني بخيلة،فأضع الكثير من الهيل لأكرم  الدخيل.بخطوات أشبه بخطوات بطريق بين الماء والأرض يمشي متثاقلاً ،أحمل كوبين من البن وأتصنع البهجة راسمة ابتسامة مزيفة حتى لايشعر الضيف بأنه ثقيل.

علبة السجائر التي أوشكت على النهاية ،بادر هو  بتقليب السجائر ليمنحني واحدة وأنا أدعو الله بنفسي ألا يكون من عشاق التدخين،فما زال الوقت باكرا على فتح الدكاكين ،وجارنا الستيني يغرق بالنوم ولا أظن أن لدي من السجائر ما يكفي هذا الصباح الثقيل.

عنوة أجاهد جفوني المغلقة على بقايا الليل أن تصحوا وعنوة أتجاذب معه أطراف الحديث.

بدأت الشمس تطرق نوافذي لأزيح ستائر الحرير التي قدمتها لي أمي يوم زواجي  ظناً منها أنني مغرمة بالتفاصيل.وهي لاتعلم أنني أحب رؤية الليل من زجاج النافذة وأنني أتسلق خلف الريح بأفكاري الكارثية واصطحب النجوم لنبحث معاً عن سمير.

ايماءات عيوني أوحت للدخيل بفك أسر النافذة وتحريرها من قيد الستائر،فشد بزناده على بكرة تفتح الستار فعلقت أنامله بين الحبل وأطرافها، فهرعت اليه لأحرره من قيد لم يكن عنه مسؤول.

خصال شعري التي سبقتني إليه وأنا أدنو منه بانحناءة غمرت منه الجبين.

مازالت يده عالقة بالبكرة ولكن عيونه علقت بعيوني،فبأي الأثنتين نبدأ ورباط القلب مشدود ،وحبل النافذة مربوط.

دقائق مضت ونحن لانعرف كيف مرت وكأنها ثانية واحدة من عصر الخلود.

عزيمة بقلبه فكت أسر يده وفورا تحرك حبل الستارة وفتحت على مصراعيها وبدأ شعاع النور.عزيمته لم تكن كافية لفك أسر عيني فقد وقع ضحية لعيون شرسة تختبئ خلف نظارة معدنية لكن كل مافيها يقول.

لملم نفسه وعاد ليشعل سيجارة بكل شراسة وكأنه لم يذق طعم التبغ منذ سنين.بخطوات متثاقلة عدت أدراجي لأجلس مقابله وكأن شيئاً لم يكون.

رساة على الهاتف أجبرتني على خلع النظارة لأقرأ المضمون.كنت أقرأ الرسالة وكان يقرأ عيوني التي بدت أجمل بدون ستارتها ،فبدأ بريق عينيه يتسلل لعيوني فشعرت أن الشمس بدأت تشرق من نافدة تطل  على قلبي من جديد.

عفوا سيدي ،عدت لأكلمه فقد كانت رسالة من غائب وكان لابد لي من قراءتها فاعذرني على المقاطعة.لم يسمع أي كلمة مماقلت ولم يتفوه ببنت كلمة بل بقي صامتا في ذهول.

أ أجدد لك القهوة ؟

سألته بمكر أنثوي  أم ترغب بالفطور؟

تبسم ضاحكاً من قولي وغمرني بنظرة لم أعهدها ،وقال إنه لايرغب بالفطور.

وا حر قلبي أوشكت السجائر على النهاية!!! والحديث معه كان ساراً ،حتى أنني نسيت الوقت،  ودكان الجار ما زال مقفول.

قرأ حيرتي،فهم تلبكي،فمد يده الى جيبه ليخرج علبة سجائر من نوع أجنبي ليزيح عن نفسي الذهول.

تقهقت عيناي، ولما لم  يخرجها منذ البداية؟ وتركني أجوب بسمعي نحو الشارع لأسمع قفل العم خالد وهو يفتح دكانه لأحصل على علبة جديدة.

وعلى الفور سارع بالرد على سؤالي الذي لم أطرحه،وهل كنت لاتحبي أن نشترك معاً بسحب أنفاس الليل ،وحرق الذكريات ورمي رماد الماضي من النافذة التي أجبرنا ستائرها على مغادرتها ليدخل النور؟

أربكتني اجابته ودنوت من نفسي التي بعثرها بحديثه ونظراته التي بدأت بداخلي تجول.

لملم بقايا الليل  وفك  قيد الفجر ،ولف الوثاق حول قلبي  فبت أسيرته وهو الذي كان قبل ساعات قليلة ضيف ثقيل.


طيف من السماء-

زارني ظله؛

جميلة هي لحظة الوصول.


كريمة جبريل

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :