هَوِّنْ عليكَ فإنَّ ربَّكَ ألطفُ
يَدري بما يَجري عليكَ فيرأفُ
لا تَبتئسْ فالبؤسُ يومٌ واحدٌ
وغداً تُبلسِمُكَ السَّمَاءُ وتنصفُ
يُجري عليكَ لطائفاً من فضلِهِ
وإذا رَسَختَ على يقينِكَ يَخْلُفُ
لا شيءَ في الدنيا يَدومُ بحالهِ
في فاقةٍ حيناً وحيناً تُتْرَفُ
ما بينَ مجدٍ مُشرقٍ ومَسرَّةٍ
تأتيكَ أوجاعٌ تَمورُ.. وتُصْرَفُ
تلكَ الحياةُ فكنْ بها متوازناً
في حالتَيكَ..فلا تَشِحُّ وتُسرفُ
يَغْمُرْكَ بالرحماتِ من أفيائهِ
فهو الكريمُ ووعدُهُ لا يُخْلَفُ
لتعيشَ في جذلٍ تسبِّحُ باسمِهِ
ولكلِّ أحوالِ التقلُّبِ تألَفُ
بَلْسمْ جراحاتِ الحياةِ ببسمةٍ
فالنارُ للذَّهَبِ الأصيلِ تُعَرِّفُ
وارجعْ إليهِ إذا اعترتْكَ ملمَّةٌ
وافزع إلى ما أنتَ فيهِ مُكَلَّفُ
سيفيضُ شلالُ الضياء فتستقي
ويَعمُّ خيرُ اللهِ فيكَ فتغرفُ
هَوِّنْ عليكَ ففضلُ ربِّكَ غامرٌ
كم قد سَقاكَ وكم ثماراً تَقطِفُ
خَلَقَ السعادةَ واصطفاكَ لنفسِهِ
ولحكمةٍ خلقَ البلا.. لو تَعْرِفُ
فاصبرْ لحُكمِ اللهِ فيكَ مُصَرفاً
فعساكَ من كأسِ السعادةِ تَرْشفُ
فسعادةُ الدارينِ تحتَ ظلالِهِ
وبحبِّهِ الفياضِ قلبُكَ يَهتِفُ
هائل الصرمي