[[ بايعتُها على الحُبِّ والسُّكْنى ]] ..
أتِلْكَ أنْتِ سَقَطتِ بَيْنَ مُفْتَرَقِ
أمْ أنَّكِ سَئِمْتِ مِن لَوْعَةِ الفَرَقِ
أمْ أنَّكِ .. بَيْنَ الضُّلُوعِ خَوافِقٌ
نَحيبُ لَفْظٍ عَلى أنفاسِهِ الرَّمَقِ
يُجَاهِرُنِي .. صَوتُ البُّكاءِ كَأنَّهُ
لّظًّا تَداعَى على مَأتَمِ الحُرَقِ
فَسَبَيْتُ الفُّؤآدَ في الصَّمِيْمِ لَعَلَّهَا
تُخْلِي سَبِيْلِي باِلإفْراجِ والعَتَقِ
ولَكِنَّها ألْقَتْ عليَّ مِنَ التَّعْوِيْذِ بِسِحْرٍ
أعادَ إلِيَّ أصُولُ الفَقْدِ على وَرَقِي
حَوْراءُ العُيُونِ فِي لِحَاظِهَا خَدَرٌ
ويَكْسُو فِي مُوْقِهَا المَاءُ بِالزَّرَقِ
حَمراءُ الخُدُودِ كَزَهْرَةٍ حَبِلَتْ ..
أتاهَا المَخَاضُ فِي دُجَّةِ الغَسَقِ
وَرْقاءُ أنْفٍ على العَظْمِ ركائِبُها
كَغِمْدٍ على شِفَارِه النَّصْلُ مُتَّسِقِ
شَهباءُ شَعْرٍ كَغَيْهَبِ الليلِ دُجَانٌ
غَزِيْرٌ على ضِفَافِهِ الحُسْنُ مُنْدَفِقِ
هَيفاءُ خَصرٍ دَقِيْقٍ كَحَبْلِ الرَّشَا
مُجَوَّفِ الضِّيْقِ .. واسِعُ العُنُقِ
لُجَيْنَةُ الأقْدَامِ حُمْرَةُ الأكْعابِ كَأنَّهَا
خِضَابٌ على نَعْتِهِ الوَصْفُ مُتَّفِقِ
فَحَتَّى وإنْ طَالَ أوْ قَصُرَ التَّنَائِي
فَلا زِلْتِ بِقَلْبِي حَبِيْبي ومُعْتَنَقِ
ولا زَالَتْ أنْفَاسُكِ على الثَّغْرِ أمْذَقُها
كَعِطْرٍ يَفُوْحُ على رَيِّهِ العَبَقِ
حِيْنَمَا .. تَمَازَجَ الحُضْنُ بِوَجْدٍ
وبَاتَ الغَرامُ فِي الوِجْدَانِ مُنْطَرِقِ
وأضْحَى .. نَبِيْذُ الدَّمْعِ بِكَأسِي
ثَمِلًا يُسِيْلُ النَّزْفُ على زَهَقِي
فَهَذِي بُيُوْتِي بِمِثلِ مَا كَانَت
تَنامُ على خِدْرِ صَوْتُكِ المُخْتَنِقِ
فَهيا أعِيْدِي إِلَيَّ الصَّبَّ وإِلَّا
خَلَعْتُ ( بَيْعَةَ الحُبِّ ) مِنْ عُنُقِي
بقلمي المتواضع / أحمد سالم