هذا أنا؟
نعم أنا...
أنا ذلك الحبُّ
المقيَّدُ في العروقْ،
يظلُّ مغمورًا بسترٍ
غامرٍ
ينسابُ منِّي صامتًا،
لتَرى سُكوتي
بين أطرافِ الكلامْ.
يخشى شموسَ البوحِ
من بينِ الشقوقِ الحانياتْ،
لكنَّهُ
يحيا بقلبٍ
قد توارى
بين أشلاءِ الحطامْ.
هذا أنا...
أنا ذلك الصمتُ الرهيبُ
إذا التقتْ عيناكَ في عينيَّ
في ساحةِ الشروقْ،
تلبَّدتْ شفتايَ
حتى أعجزتني
حتى...
عن ردِّ السلامْ.
أنا حبُّك المكنونُ
في قلبي،
أُقاومُ كلَّ شوقٍ غامرٍ،
لكنِّي لم أقوَ
في الهوى أبدًا
على ردِّ السِّهامْ.
أنا دمعةٌ
محبوسةٌ
في عينِ بحّارٍ غريقْ،
قاومتُ بالحبسِ أهوالَ الشرودْ،
مقاتلٌ
قهرَ العواصفَ كلَّها،
لا يخشى في البحر
إلا...
معزوفةً
تأتي بفيضٍ
من تراتيلِ الغرامْ.
هذي لك أقصوصتي
مكتوبةً...
وسفينةُ العشقِ المتيَّمِ
أبحرتْ
رغم الخروقِ،
تقودُ أشرعةَ الإرادةِ
لتشقَّ أمواجَ الشرودِ
إلى شواطئِك الكرامْ.
لخَّصتُ في حرفي حضورَكَ
في فؤادي.
لا، لستُ مكسورًا،
ولا متعلِّقًا
بالقشَّةِ البتراءِ
أطلبُ عونَها في البحر،
لكنَّني...
سألقي القلبَ طوقَ نجاةٍ
ليُحيطَ أنفاسًا بحبِّك،
يَحمي هواكَ الحرَّ
من غفلاتِك،
ويصونُ سمعَك
من أهازيجِ اللئامْ.
هذا أنا...
حبٌّ
وكتمٌ
ثمَّ بوحٌ صامتٌ
أخفيه عنكَ،
ثمَّ أُجبرُ لوعتي
بالبوحِ
بين حروفي الملأى
بعشقكَ،
بين أستارِ الكلامْ.
"هذا أنا "
من كلماتي : #أمير_الظلال
اللوحة المرفقة بعنوان :
رسائل الشوق والاشتياق،،،
لوحة للفنان : ألميدا جونيور
Almeida Júnior: Saudade