ملامح(1)
على وقع هذا النشيد الحميم
ربيعٌ مضى والشباب توارى
لقد فاتني العمرُ
ما عاد لي غير ذكرى
لماضٍ مضى راحلا لا يعود
وبعض المنى مزّقتها الليالي
تنامى على برزخ الوقت
عوسج عمري
وليلكة في تخوم الصحاري نمتْ،
ثمّ طالتْ واستوتْ،
تؤبّن بعض الأماني ببالي
أروح بعيدا،
واختزل العمر في دهشتي
أوغلُ في اغترابي
أعيد حسابي
وأركض خلف اختلاج الظلالِ
سأسعدُ...
أصعد أعلى من الخوف
أعلى من الحزن
أرسم وجهي بأفق بعيد
ربيع مضى، والدروب تناءت
سأرحل يوما
وأعلن بعد الربيع اعتزالي
أنا شاعر أمتطي ذكرياتي
وألتحف شهقةً تعتريني
لأستلّ منها خناجر الحزن
أغمدها في السؤالِ
الهادي العثماني
تونس