الثلاثاء، 15 يوليو 2025

Hiamemaloha

من تونس الخضراء إلى حلب الشهباء للشاعر محمد هشام خليفي

 نبض من تونس الخضراء الى حلب الشّهباء

-


لولاكِ ما ذقت الهوى لولاكِ --- حار القصيد وتاه في معناكِ

البدر سرٌّ دون حسنك باسمٌ --- وفضا السّماء تزينه عيناكِ

والرّوح منك تطهّرت وتعطّرت --- والقلب ينبض عند سمع خطاكِ

والحبّ يشهد أنّ طيفك ساحرٌ --- ولواء جيش الحبّ في يمناكِ

وبريق ثغرك ساطعٌ ومسلّطٌ --- والخمر ما جادت به شفتاكِ

وقوام جسمك مثل غصْن ناعم --- مِنْ وردة فاحت بحسن بهاكِ

والصّوت منك كمارد متجبّر --- مِنْ سحر بابل جلّ من سوّاكِ

مِنْ أرض تغلب أنت أم قرطاجة --- أمْ يا ترى غيد من الأتراكِ

أمْ أنت مِنْ مصر وحسن جمالها --- لا يعتريه الشّرك بالإشراكِ

هذا الجمال بحسن أفريقيّة --- أنشودة جلّت عن الإدراكِ

فتمايلت وتقاربت وتكلّمت --- بطريقة الزّهّاد والنّسّاكِ

وأنا أراقب كيف تطغى في الهوى --- مستسلمًا أصغي بغير حراكِ

قالت أنا شاميّة وبأرضنا --- سجد الجمال فقلت يا بشراكِ

مِنْ أيّ شام أنت يا حوريّة --- مِنْ رقّة أو حمص ما أحلاكِ

أوْ مِنْ دمشق فإنّها مشهورة --- بالحسن بين الناس في الأفلاكِ

أمْ أنت طرطوسيّة وجمالها --- مثل الورود تحاط بالأشواكِ

أوْ منبجٍ أوْ لاذقيّة شاطئٍ --- أمواجه مرسومة ببهاكِ

قالت أنا الشّهباء أرضي تربها --- دُرٌّ وياقوتٌ على شبّاكِ

أشجارها وورودها كسمائها --- وغصونها مِنْ خالص الآراكِ

جاء الغزاة يشوّهون لحسننا --- بقنابل وقذائف وعراكِ

إيمانهم بالفسق يفضح حالهم --- يرويه ما فعلوه في الأملاكِ

حتّى إذا جاء الحصاد رأيتهم --- قد أوثقوا الإحسان بالأسلاكِ

حصدوا الجراح وأيقنوا أنّ الذي --- حصدوا نبات الظّلم والأفّاكِ

وارادوا تشويه الجمال فأدركوا --- أنّ الجمال يذيب للسّفّاكِ

فرّوا بجمعهم الغفير وأدخلوا --- لزبالة التّاريخ والإضحاكِ

وبقيت شامخة الجمال يحيطني --- ربّ الجمال بلطفه الفتّاكِ

أنـا غـادة حـلـبِـيّـة سـوريّـة --- والله يحـفـظـني مِنَ الإهلاكِ

-

بحر الكامل

من ديواني الثاني : شَغَاف القلب

شعر / محمّد هشام خليفي (التّونسي)


Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :