الاثنين، 12 نوفمبر 2018

خنساء الشام

#رواية_اليتيمة_سنوهويت
بقلم الأديبة سميا دكالي

أنا تلك الفتاة التي جاءت للدنيا وفتحت عينيها لتعيش دون اب...... مما جعلني أساير حياة صعبة وأواجهها بكل صموظ وتحدي لتحقيق حلم عشت عليه.

🍂 #الجزء_الثالث_عشر 🍂

#كشف_السر

أكن أعرف أنه سيجيء يوم أدرك فيه قيمة الغياب، ولوعة الفراق وأني سوف أشتاق لأحدهم حد فيض الدموع .... كم أشعر بوحشة هذه الأيام، لدي إحساس أنها تخبىء لي شيئا سيحزنني..... أخشى أن يصدمني جاك، فهو بالنسبة لي السعادة كلها .....أكيد لم يخلق عبثا بل أتى ليكمل روحي.

فتحت عيناي على ضوء الصباح استعدادا ليوم آخر ....وبينما كنت على أهبة الخروج رن هاتفي فرحت كثيرا حتى كاد يغمى علي.....لكن سرعان ما تلاشت فرحتي لم يكن جاك هو المتصل، إنه الفريدو.

أنا : أهلا أخي كيف حالك؟ لقد اشتقت إليك كثيرا.. هكذا إذن تغيب عنا كل هذه المدة !
ألفريدو : سنوهويت أعذريني، أنا أيضا جد مشتاق إليكم وإلى قهوة صوفي وحضن أمي ومرحك عزيزتي.... لكن الشغل سلبني كل وقتي وأنساني حتى نفسي.
أنا : أتمنى أن تكون قد وفقت في عملك، فقد أخبرتنا سابقا أنك أصبحت رجل أعمال يملك شركة كبرى..
ألفريدو : المهم عزيزتي أخبريني هل حضر عندكم أحد غريب ودخل منزلنا وفتش فيها ؟
أنا : لم هذا السؤال؟ لم يأت أحد أخي. المهم إذا كان شيء ما قد ضاع منك فأنت ستأتي قريبا لتبحث عنه وتعثر عليه.... لقد تأخرت عن عملي كان بودي التكلم معك أكثر.
الفريدو : لابأس أختي العزيزة اعتني بنفسك جيدا.... سنلتقي قريبا.
انا : طابت أوقاتك إلى أن نلتقي ونشبع من بعض.

توجهت مسرعة لعملي وفكري مشتت.. ما بال أخي يسأل عن أشياء ضاعت منه .... ولم كان يخبئها في بيتنا ؟ 
هناك أسرار يكتمها ألفريدو.. ومن سيكون له يد في أخذ شيء مهم يتعلق بألفريدو ؟ .... يا إلهي أخاف أن يكون لجاك علاقة بذلك ستكون ضربة قاضية لي ولأخي .

أخذني التفكير في الأمر طوال الطريق حتى أني لم أنتبه ليفيا وهي تناديني إلى أن امتثلت أمامي :

ليفيا : ما بالك ؟ كنت أناديك بصوت مرتفع ألم تسمعيني ؟
أنا : لم أسمعك فعلا لأني في مشكلة ولا أعرف لم يحصل معي كل هذا..

حكيت لليفيا ما أخبرني به ألفريدو استغربت للأمر وأطرقت تفكر فيه ثم قالت :

ليفيا أظن أن في القضية سرا، ولن تكشف الأمور إلا حين سيأتي ألفريدو لذا لا تتعبي نفسك بالتفكير كثيرا الآن وأخبرني متى سيحضر أخوك.
أنا : ربما آخر الأسبوع أعلم أنك تستلطفينه ليفيا..
ليفيا وقد احمر وجهها : لن أخفي عنك.. ألفريدو شاب وسيم وجذاب يروقني .
أنا : حبيبتي أتمنى أن يكون من نصيبك فأنت عزيزة على قلبي وأعتبرك اكثر من أخت لي.......وأخي لن يجد أفضل منك وإن جال العالم كله.

بقينا نثرثر إلى أن وصلنا إلى العمل وأخذ كل منا مكانه لينغمس في ملفاته اللامنتهية ..... هو العمل يجعلني أنسى معاناتي وإن كنت بين الفينة والأخرى أتذكر جاك كلما نظرت إلى الشرفة.

أنهيت عملي لم تمر لحظات حتى جاءت عندي ليفيا بدت لي مختلفة، ليست كعادتها ..... وجهها يدل على ذلك فأنا أعرفها جيدا سألتها :

انا : ليفيا ماذا حصل أرى أنك لست بخير عزيزتي ؟
ليفيا : نعم هناك شيء لا يبشر بالخير، ولكن لن نتكلم هنا لنذهب إلى مقهى نتحدث فيها بهدوء.
أنا : حقا؟ لقد أفزعتني أتمنى أن لا يكون الأمر خطيرا فلم أعد أستحمل الصدمات، يكفيني ما أعانيته .

قصدنا المقهى الذي غالبا ما أجلس فيه مع ليفيا طلبت منها أن تخبرني دون تردد فلم أعد أطيق الانتظار أكثر ..... أطرقت رأسها وهي تفكر ...... مما زادني توترا فأعدت سؤالها بصوت مرتفع..... إلى أن أخبرتني أن ألفريدو كلمها وأخبرها أن أحدا سرق منه ملفا مهما من غرفته ويريد معرفة من كان يزورنا . 

خمنت وأعدت الشريط في رأسي وتذكرت ذلك اليوم الذي صادف عيد ميلاد جاك والذي بقي فيه معي داخل غرفتي إلى أن نمت......  سألني يومها عن غرفة ألفريدو.
وأنا أفكر في كل ذلك شعرت بدوار، لم أعد أقوى على النهوض مما جعل ليفيا تقلق كثيرا علي ...... طلبت لي سيارة أجرة لتوصلني إلى غاية المنزل .

فزعت أمي وصوفي عند رؤيتي، أخذتاني إلى غرفتي لأرتاح ..... لست بخير أشعر بخذلان من أعز شخص أحبه قلبي، لقد  فضلته على أهلي ووضعته في مرتبة لم يكن ليستحقها ...... كيف له أن يغدر بي ويدخل إلى البيت فقط ليأخذ منه حاجته ويجعل الحب والمشاعر كوسيلة يستخذمها لقضاء مأربه.

حين أتأملني أشعر أنني مجرد وهم، ولكن هذا الألم الذي يملأني يخبرني أن كل ماحدث حقيقة ولم يكن يوما وهما......نعم كل ما مررت به حقيقة مؤلمة. كنت ضحية مؤامرة استعملت كوسيلة لقضاء مأرب وإشباع نفوس مملوءة بالجشع.

استأذنت ليفيا مني للذهاب إلى منزلها بعد أن اطمأنت علي ووعدتني أن تظل بجانبي. أما أمي فقد ذرفت الدموع لأجلي، لم تصدق ما حدث لي ....كما استغربت صوفي مما أقدم عليه جاك ..... جلست خالتي صوفي بجانبي وأخذتني في حضنها لعل النوم يزورني وأنسى كل شيء.

حملت صورة أبي بين يدي وقبلته وأنا أبكي، فلو كان أبي حيا بجانبي ما حدث كل ذلك ..... أكيد كان سيحمي ابنته ولن يترك أحدا يستغل مشاعرها .

ورغم كل ما حدث مازلت أحبه ومازال قلبي يخبرني أن ذلك البريق الذي كان يشع من عينيه لم يكن كذبة ...... هي الأيام ستكشف لي الحقيقة....

خنساء الشام

About خنساء الشام -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :