بقلم الشاعر هادي صابر عبيد
حَلت بين العين والقلب سنديم
عشقٌ طويل العهد قديم
.
لفُرقها كُل ما أراهُ أحم
ولم يكُن لي بعدُها نديم
.
سَكَنت القلب ثُم ارتحلت
وكأنها باتت بين النجوم
.
وكُل ما هب ريحُها بالقلب
هطل دمع العيون كأنهُ غيوم
.
سَكنتُ الليل مُعاشر القمر
والذئب والضبع والبوم
.
ومن حولي الورد والريحان
والقُرنفُل والشيح والقي صوم
.
ولم أكن يوماً خائفاً واتخذتُ
من حُبها الإلهام والهمام
غرقتُ في عِشقها توهمٌ
وكاف بكفه الألمُ
.
كم كُنتُ بحضورها منَعمٌ
بتُ بفُرقِها عدمٌ
.
ولا ولا ثم ولا ولم
أكُن يوماً بفراقِها منتهم
.
خدودُها تُفاح ولم أذق
منه حتى سفرجل الطعم
.
بتُ قتيلٌ بين وادييها
لا أراها إلا في الحلم
.
القلبُ هام والرأس يهوم
لفُرقها وقد أخذني الهرم
.
لقد طال غيابُها بتُ
لرحيلها فقير العِشق والنِعم
.
عذبتني بِحُبها كما عذب
الكُفار عيسى أبن مريم
.
وإني سأحملُ عذابها إلى
لحدي تحمِله العظام
.
لو خيروني بين حُبها
ونار جهنم في الجحيم
.
نار حبُها لا يُضاهيهِ نارٌ
وإن لنار جهنم رحيم
.
هادي صابر عبيد
سورية / السويداء
.